حوادثصحة وأسرة

إضاءة تخص مركز الترويض وصناعة وتقويم الأعضاء ببلبكار مراكش

الانتفاضة 

بقلم محمد السعيد مازغ 

من أشهر المراكز العمومية المتخصصة في الترويض الطبي وصناعة الأعضاء بمراكش، تلك الواقعة بحي بلبكار، على مسافة قريبة من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس. 

ويعود سر نجاح هذا المركز، إلى الجدية التي تتعامل بها الأطر العاملة بالمركز سواء الطبية، أو التمريضية ،أو الإدارية ، حيث تشكل خلية منسجمة تسهر على تتبع الحالات التي تفد على المركز من المستشفيات العمومية ، ولا تتوانى في خدمة الصالح العام بعيدا عن المحسوبية والأضواء الكاشفة، وما تشهده بعض المراكز الشبيهة من اختلالات لا مجال للإشارة لها في هذه السطور.

ومن أبرز وأشهر العاملين بالمركز، مدير المركز المقتدر، الدكتور رشيد اليونسي، والدكتورة لبنى الرياح المتخصصة في الطب الفيزيائي ، والإدارية السيدة فطيمة أوراغ ،والحارس العام حسن الزراعي، دون أن ننسى قيدوم الممرضين المتخصصين في الترويض الطبي، السيد عبد المولى عيلول. وهو  شخصية فريدة من نوعها ، رجل يكَرِْس جل وقته في تقديم الخدمات الصحية بمركز الترويض وصناعة وتقويم العضلات ، ولم يكتف بهذه المهمة التي يعتبر فيها نموذج الممرض والمروض المسؤول والملتزم بخدمة المواطنين بكل تفان ومسؤولية ، بل وأيضًا اهتمامه الكبير ، وحرصه الشديد على تتبع المسار التكويني للطالبات والطلبة الذين اختاروا مهنة الترويض وتقويم العضلات ، فطريقة معاملته ، تخرج عن إطار الأستاذية المنغلقة على الذات، وتدخل في تصحيح المفاهيم بالطرق البيداغوجية التي تعتمد المصاحبة والتتبع والنصح والجدية في التعامل، والصرامة المطلوبة في مجموعة من المواقف ومنها على سبيل المثال المواظبة، واحترام المواعيد، إضافة إلى الأمور التقنية الخاصة بمهنة الترويض وتقويم الأعضاء .

والجميل أن اسم عبد المولى يتداول بشكل كبير داخل مركز الترويض وصناعة وتقويم الأعضاء بحي بلبكار مراكش ، فهو بمثابة القلب النابض، والدينامو الذي لا يكَلُّ ولا يتْعَب ولا يغادر المركز وقت العمل الا نادرًا وللضرورة الملحة ، يتحرك في كل الاتجاهات، ويؤدي العديد من المهام خاصة أن المركز يستقبل أزيد من 140 مستفيد ومستفيدة يوميا، وهي نسبة مرتفعة، ورقم قياسي إذا ما قورنت بعدد المستفيدين داخل عدد من مراكز الترويض ليس على المستوى المحلي فقط، بل وأيضا الوطني .
عبد المولى القلب الطيب ، والرجل الخدوم ، والأذن الصاغية ، والأخلاق السامية ، والوجه البشوش، فبقدر حبه لمهنته واحترامه لمبادئها ، بقدر ما يسعى دائما إلى تطوير معارفه والاطلاع على ما جد في عالم الترويض الطبي وتقويم العظام ، ويعمل على إفادة غيره من طالبات وطلبة المعاهد المتدربين بالمركز ، وزرع البسمة في قلوب أغلب الوافدين على المركز من المعطوبين والمصابين بأمراض تهم الأطراف والعضلاتة.

وقد عرف عن عبد المولى شغفه بفريق الكوكب المراكشي، وعشقه لكرة القدم ، فهو لا يكتفي بالتشجيع وتتبع مسار الفريق المراكشي لكرة القدم . بل ظل واحدا من المساعدين الأساسيين لطبيب الفريق، يرافق فريق الكوكب أينما حل وارتحل، ، ويتدخل في حالة إصابة أحد اللاعبين متتبعا حالته الصحية، من البداية الى غاية الشفاء والعودة إلى الميدان.                                     ورغم تكتمه وتجنب الشكوى والاحتجاج، ورفضه الحديث عن الجانب المادي ، خاصة حين يتعلق الأمر بفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم ، إلا ان العارفين بخبايا الأمور ، يؤكدون عدم توصله ببعض مستحقاته المادية ، هو والدكتور المرافق للفريق ، ومع ذلك ظل الرجلان وفيان لمبدئهما ، مستعدان لخدمة الفريق والاهتمام بصحة اللاعبين الجسدية، دون الدخول في الجدالات العقيمة، وتعميق الخلافات والصراع الذي ينشب غالبا بين المكتب المسير واللاعبين والتقنيين.. وجدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أخذت على عاتقها ترميم وتهييء البنية التحتية لمركز الترويض وصناعة وتقويم الأعضاء المشار إليه، حيث بفضل هذه المبادرة، يتم القطع مع المواعيد طويلة الأمد، ويستفاد من الترويض الحركي، والحكي النفسي، فضلا عن ترويض النطق، والعيون، والعمل الوظيفي، وصناعة وتقويم الأعضاء في ظروف مناسبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى