الانتفاضة
بقلم محمد السعيد مازغ
ساد الاعتقاد أن استمرار إغلاق قاعة العروض يرجع للمسؤول الأول السابق بمندوبية الثقافة بمراكش، خاصة بعدما تعطلت العديد من الأنشطة في عهده ، وتوارى عدد من المثقفين والفنانين من الساحة الثقافية بعضهم لمّح لما يحاك ضد المجال الثقافي والفني ، وما يعانيه الفنان خاصة والمثقف عموما من حيف، وآخرون فضلوا الالتزام بالصمت، فتعطلت بذلك جل الأنشطة ، وَوُجِدَ لها العذر في تفشي الجائحة والقيود المرتبطة بالحجر الصحي ، باستثناء نشاط واحد، كان بمثابة علامة استفهام محيرة، فرضت نفسها بقوة، لأنها غير مشمولة بالحظر، لم يمسسها سوء ولم يشملها قانون، فساد الاعتقاد أن سطوتها تفوق إرادة المدير ، أو أن مظلة المدير تحجب الرؤيا، ونقصد ريع الأشباح، المحسوبين على المندوبية، دون أن يكون لهم وجود فعلي ولا أثر يذكر . وقد استبشرنا خيرا بالإجراءات الأخيرة التي أفضت إلى معالجة الوضعيات الشاذة ولو نسبيا. لأن الأساسي ليس إعادة التعيين والتكليف بالمهمة، وإنما الأهمية في العطاء والمساهمة في الفعل الثقافي بكل تفان ومسؤولية، خاصة ان البعض له وزنه في الساحة الفنية ، ومشهود له بالكفاءة والتجربة الميدانية في ميدان من الميادين التي تدخل ضمن اختصاصات المندوبية.
استبشر الجميع بقدوم الوافد الجديد القديم، ولكن مع استمرار إغلاق قاعة العروض التي تعتبر متنفسا حقيقيا ه وفي مقدمتهم نساء ورجال الخشبة، ونقطة تواصل بين الفنان والجمهور، بدأ الجميع يتجرع مرارة الإغلاق، وتلكأ المسؤولين ، وسيادة التسويف والوعود المفتقدة للضمانات، والمصداقية، فلم تحرك البيانات والصيحات ماء راكضا، ولم يلمس المهتمون بالشأن الثقافي والفني إرادة حقيقية في إنهاء هذه المعاناة، وفتح صفحة جديدة مشرقة تعيد لمدينة مراكش مكانتها المتميزة، وقاعتها المغلقة منذ سنوات.
لا ننكر أهمية الأنشطة الثقافية والفنية التي نظمتها المديرية الجهوية للثقافة جهة مراكش أسفي في الأسابيع الأخيرة، والتفاعل الإيجابي معها من طرف القوى الحية بالمدينة، والصدى الطيب للمنظمين والساهرين على ترتيب فقرات البرنامج، الذين جددوا التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والوطنية، ولكن تبقى كل المجهودات عرجاء في غياب قاعة العرض، وتجاهل نداءات المجتمع المراكشي بكل أطيافه.