كتاب الآراءوطنية

سنة سعيدة، كذب عزيز أخنوش ولو صدق

الانتفاضة 

بقلم   :   محمد السعيد مازغ 

قطع رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش على نفسه وعدا بإدخال السعادة على نفوس محدودي الدخل والفقراء وعلى رأسهم الأرامل. ولم يمض على تعيينه سوى اسابيع قليلة، حتى ارتفعت الأسعار بشكل كبير ، وغلت المعيشة، واختفى السي أخنوش عن الأنظار ، وقطع الحالمون بالإعانة اليأس، لاعنين الساسة والسياسة.. إسوة بما كان يتعود منه الشيخ محمد عبده رحمه الله . 

تقترب نهاية السنة الميلادية 2021، ونقترب من وضع القدم على أبواب عام جديد 2022 ، بحلة قديمة جديدة ، تربط الماضي المؤلم بالحاضر، وتضع علامات استفهام على القادم من الأيام. 

هل نصدق المنجمين أو نكذبهم، فالطالع يدلهم على أن بعبع الأيام القادمة لم يعد مطمئنا، وأن المؤشرات والترقبات توحي بالصعوبات والأخطار المحدقة بالبشرية من جهة ، وبما يحاك من فتن ومكائد تكون ضحيتها في الغالب الدول المستضعفة أو تلك المتطلعة إلى التحرر من براتين المستعمر التقليدي، الراغبة في الاستقلال عنه  وبناء الذات، وتنمية الموارد، اعتمادا على الطاقات والقدرات المحلية .. ، بات المنجمون جميعهم يدقون ناقوس الخطر، ويؤكدون أن شيطانهم أوحى لهم أن ما يجتاح العالم من جائحة وأمراض فتاكة ، ليست وليدة الصدفة، إنما هي من صنع أيادي بشرية، و مختبرات متخصصة في علم الفيروسات والأوبئة، وهي لا تنقطع عن إجراء التجربة تلو الأخرى، وتتبع النتائج المحصلة ليس على “فئران التجارب” كالسابق من الأزمان، وإنما اليوم المستهدف هي شعوب بكاملها ،وهي مقدمة ومرحلة جنينية، في انتظار  التحكم بشكل كلي في مجريات العالم، وتوظيف كافة الشعوب لخدمة مصالح الامبريالية الضيقة، وإخضاعهم لسياساتها الاستحوادية والإقصائية التي تؤمن بأن البقاء للأقوى، وأنها كقوى عظمى لها الحق في السيطرة والتحكم في مصير الدول الضعيفة، فضلا عن القتل والتشريد، و الاعتقالات والاستيلاء على الموارد الطبيعية، وبناء التحالفات… وبذلك ، أصبح التخلص من البشر عقيدة، وترويضه سنة مؤكدة . و تهييؤه للأسوإ تجارة مربحة . 

ندع العالم وشأنه ، ونلتفت إلى وطننا العزيز، الذي شكل شوكة في حلق ” الحكومة الاسبانية، وكابرانات” الجزائر ، واضطر إلى شراء المزيد من الأسلحة لدفاع عن نفسه من غدر الجيران، كما اشاد بحكمة صاحب الجلالة العدو قبل الصديق، ولا يخامرنا شك ،في أن السياسة الخارجية أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا.

أما على مستوى السياسة الداخلية فإن الطبقات المسحوقةعانت وما زالت تعاني من الحجر الصحي ، و من مخلفات الجائحة ،و ابتزاز المصحات الطبية الخصوصية، وافتقار المستشفيات العمومية للأجهزة والأدوية ونقص في الموارد الطبية وشبه الطبية وغيرها من المعاناة التي انتهت بموت البعض ودفنه خارج الطقوس المعتادة سواء عند نقل الميت إلى مثواه الأخير، او عند السير في جنازته، لتنطلق بعد ذلك رحلة التلقيح والجواز الصحي و المظاهرات المطالبة باحترام القانون، والقطع مع سياسة الارتجال وخنق الاقتصاد والامعان في توسيع رقعة الفقر. 

من البساطة أن تعلن الحكومة منع الرحلات، والحفلات، و التجمعات، ولكن هل فكرت في ذلك العامل البسيط الذي لم يعد يجد ما يطعم به صغاره؟ هل فكرت في الصانع التقليدي وكل القطاعات المرتبطة بالسياحة؟ لماذا لم تسخر كعادتها عيون الأعوان لكتابة التقارير عن حالة أصحاب البازارات والعاملين بها الذين يبيعون كل محتويات محلاتهم بسوق المتلاشيات، وبأبخس الأثمان؟ لماذا لا تحصي عدد المحلات التجارية و وكالات الأسفار، والمطاعم ، والفنادق التي اغلقت أبوابها، وطردت عمالها، بسبب الكساد القاتل الذي لا يوفر لقمة عيش متواضعة لمن نلقبه ظلما وعدونا، ب”التاجر” أو المستثمر. 

أليس في حكومة أخنوش رجل حكيم، يعطي البدائل قبل سن القوانين المجحفة؟ …،

قطعوا الأرزاق، ورفعوا أسعار النقل، والمواد الغذائية، ولم يستثنوا منها الدقيق والزيت باعتبارها مادتان أساسيتان لا غنى عنهما ، وتركوا المواطن البسيط في مواجهة مصير لا يعلم حدته وسوء عاقبته سوى رب العالمين، كثير من الناس اليوم اكتووا بجحيم القروض البنكية، والضرائب، وجحيم فاتورة الماء والكهرباء، و الكراء وأسعار البنزين …. وحتى مباراة الشغل حددوا سن المترشح في أقل من ثلاثين سنة، ومن تجاوزها انتهت صلاحيته ،ولن تقبل منه أية شكاية. 

قيل أن المغرب اكتشف ثروات معدنية، وقريبا سيصبح من الدول المصدرة للغاز وغيره من الثروات الباطنية التي تشتم رائحتها، ولا يعرف مصيرها و المستفيد من ريعها،ومدى تأثيرها على الوضع مستقبلا. 

إن الظروف التي تمر منها البلاد ،أفقدت المواطنين المقهورين حلاوة الاحتفاء برأس السنة الميلادية، فلن يخفف من معاناتهم “بابا نويل” ولا وعود “رئيس الحكومة” ولا تقاشر “وزرائه، فمن يعيش في بحبوحة العيش يتعذر عليه الاحساس بالجياع ودموع الفقراء، فوزير الصحة يعرف خطورة الداء، ويجهل خطورة قطع الأرزاق وتجاهل مصير العباد، قد تفلح الحكومة في إلهاء الناس بالجواز الصحي، ولكن إذا استمر الوضع على هذا الحال فقد تحتاج الحكومة إلى جواز صحي يردها إلى جادة الصواب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى