ثقافة و فنكتاب الآراء
رحلة حول منمنمات الفنان التشكيلي اسماعيل زويريق

الانتفاضة الثقافية
بقلم : الشاعرة و الفنانة التشكيلية: نعيمة اوهمو
كلما ذكر إسم إسماعيل زويريق ، أتذكر صفات و رؤى أخرى للإبداع . لكل مبدع إنجاز و مبدعنا هو شمعة تنير درب المبدعين في جميع المجالات الأدبية و الفنية ، فهو شخص يستحق فيض من عبارات الشكر و الثناء على ما قدمه من مبادرات ابداعية و فنية داخل الوطن و خارجه و خصوصا في مدينة مراكش . كان لي الشرف ان التقيه في عدة مناسبات و لكن هي واحدة فقط التي مكنتتي من التواصل معه و من خلال محادثتنا تعرفت على الشخصية الفنية التشكيلية لهذا المبدع . فنان يستحق احترامنا و تقديرنا ، فهو يجعل حياتنا أسهل بنصائحه القيمة .

عندما يجتمع الأدب و الفن في شخصية واحدة فهذا يجعلنا أمام مبدع قادر على توليد إمكانيات جديدة تغني المجال الثقافي و الأدبي و الفني .

إننا أمام أيقونة بمؤهلات فنية عديدة فهو فنان و شاعر متعدد المشارب .
لا يوجد تعريف عالمي موحد للفن ، و لكن هناك إجمالا عاما على أنه عمل يتضمن الإبداع و الابتكار باستخدام المهارة و الحس و الخيال .هو شكل بسيط يعبر عن شيء أو رمز أو عاطفة أو فكرة مرت في عقل إنسان .
فعندما نتمعن في لوحات المبدع الفنان اسماعيل زويريق فإننا نغوص في عالم المنمنمات. عالم يرجع بنا إلى ما قبل 500 عام ، حيث بروز المخطوطات البيزانطية و الفارسية و العثمانية و الهندية و غيرها .
فجل لوحاته هي عبارة عن صور تشكيلية رمزية صغيرة مصنوعة بدقة و منفذة على ورق .
مبدعنا الفنان اسماعيل زويريق يرحل بنا من خلال لوحاته إلى عالمه الصوفي حيث الأماكن الروحانية و هذا يتجلى في الصور الواقعية للأشخاص و تصوير الحيوانات الاسطورية و القبب .
فنجد معظم لوحات مبدعنا عبارة عن منمنمات إسلامية تتميز بأسطح مسلحة ثنائية الأبعاد ، و صياغة دقيقة و تفاصيل رائعة جعلته فنانا له صبغته الفنية الفريدة التي تميزه عن العديد من الفنانين .


هو تحدي في رسم مناظر طبيعية مفصلة و كأننا أمام إحدى قصائده الروحانية التي حاول من خلالها رسم النص و تاويله على هيئة صورة تشكيلية مصغرة الشكل و الحجم تخللتها تصاميم الزخرفة الهندسية الرسوم الحيوانية و النباتية ، و هذا يجسد هويته الإسلامية و مكانته الصوفية …
قد نعجز أحيانا التعبير عن الشكر و الامتنان لاشخاص فعلوا الكثير من أجلنا ، و كان لهم قدم السبق في ركب العلم و الابداع . فلكم جزيل الشكر استاذنا الواعد على هذا الزخم الابداعي و الفني الذي هو كالنخلة الشامخة التي تعطي بلا حدود ….
