توفي آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا فريدريك دي كليرك الذي أفرج عن رمز مناهضة الفصل العنصري نيلسون مانديلا وتقاسم معه جائزة نوبل للسلام، الخميس (11 نوفمبر 2021) عن 85 عامًا، بحسب ما أعلنت مؤسسته. و
قال بيان إن « مؤسسة إف دبليو دي كليرك تعلن ببالغ الحزن وفاة الرئيس السابق بهدوء في منزله في فريسناي صباح اليوم (الخميس) بعد صراع مع السرطان » تاركًا وراءه زوجته إلينا وولديه جان وسوزان وأحفاده. وأعلن دي كليرك إصابته بالسرطان في عيده الـ85 في 18 مارس من العام الجاري.
ويتذكّر كُثر خطابه الشهير الذي ألقاه في 2 فبراير 1990، وأعلن فيه رفع الحظر المفروض على المؤتمر الوطني الأفريقي وحركات التحرير الأخرى. وفي نفس الخطاب، أمر بإطلاق سراح نيلسون مانديلا بعد 27 عامًا في السجن.
وقال حينذاك « أتمنى أن يدرك التاريخ أنني وكل الذين دعموني أظهرنا شجاعة ونزاهة وصدقا في لحظة الحقيقة في تاريخنا. وأننا اتخذنا الاتجاه الصحيح ». وبعد 20 عامًا على هذا الخطاب، أكّد دي كليرك أن تحرير مانديلا سمح بـ »تجنب كارثة ».
وُلِد دي كليرك في المركز الاقتصادي في جوهانسبرغ في 18 مارس 1936 لعائلة من الأفريقانيين (مجموعة عرقية بيضاء تنحدر أساسًا من المستعمرين الهولنديين) وكان والده أحد أعضاء مجلس الشيوخ البارزين في نظام الفصل العنصري وشغل منصب الرئيس بالوكالة لفترة وجيزة.
ودرس القانون قبل انتخابه في البرلمان كعضو في الحزب الوطني الذي أقام نظام الفصل العنصري. ثم تولى دي كليرك عدة مناصب وزارية قبل أن يصبح رئيسًا في عام 1989.
واشتهر دي كليرك بالتفاوض على الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة بقيادة السود تحت حكم نيلسون مانديلا، وتم تكريمه عالميا لدوره في التخلص من نظام الفصل العنصري وفاز مع مانديلا بجائزة نوبل للسلام عام 1993. وفي العام التالي فاز مانديلا في أول انتخابات مفتوحة لجميع الأجناس في جنوب أفريقيا مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
لكن دور دي كليرك في الانتقال الديمقراطي لا يزال موضع خلاف بعد أكثر من 20 عاما من انتهاء نظام الفصل العنصري. فقد غضب كثيرون من السود لإخفاقه في الحد من العنف السياسي في السنوات المضطربة التي سبقت انتخابات 1994، وفي الوقت نفسه يعتبره اليمينيون البيض الذي حكموا البلاد لفترة طويلة خائنا لقضية تفوق العرق الأبيض.
وكتب عنه مانديلا « عنما أصبح رئيس الحزب الوطني، بدا وكأنه رجل الحزب المثالي، لا أكثر ولا أقل » مشيرا إلى أن « لا شيء في ماضيه كان يوحي ولو بشكل طفيف بروح إصلاحية ».
تزوّج دي كليرك زوجته الأولى ماريكي في أبريل 1958 وتبنّوا ثلاثة أطفال. تطلّق الزوجان عام 1998 بعد اعترافه بإقامة علاقة مع ايليتا خورخياديس، زوجة أحد أهمّ اليونانيين في مجال الشحن، فتزوجها في السنة نفسها.