الانتفاضة – محمد بولطار
رفعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومعها المنتخبات الوطنية للعبة (كبار، سيدات، كرة الصالة، المحليين..)، سقف طموح الرياضة المغربية، لأجل تحقيق نتائج إيجابية والوصول للعالمية والترويج لصورة مشرفة عن المملكة المغربية.

توالي خيبات أمل كرة القدم المغربية خلال العقود الماضية، وعجزها عن تحقيق التميز، عجل بالقيام بتغييرات على رأس هرمها التنفيذي، انطلقت مطلع شهر أبريل 2014، بحلول الرئيس “فوزي لقجع” الذي حمل مشعل تطوير كرة القدم الوطنية والرقي بها لمصاف الدول الكبرى في اللعبة في ظل توفر خزان من المواهب الكروية داخل وخارج البلاد وجب استغلاله والاستثمار بجلبه للعب بالألوان المغربية.

انطلق العمل بتحديد الأهداف على المدى القريب، المتوسط والبعيد ووضع برامج لذلك، فكان تطوير البنيات التحتية والتجهيزات أولى الأولويات، بعدما عملت الجامعة على تحديث مركز المعمورة (مركز محمد السادس لكرة القدم) واستفادته من إعادة هيكلة همت جميع مرافقه وتطوير قدرات ومؤهلات المهنيين العاملين به، وجعلته يرتقي إلى مصاف المراكز الدولية لكرة القدم، الشيء الذي انعكس بالإيجاب على المعسكرات التدريبية للمنتخبات الوطنية، وكذا توفرها على مشتل للاعبين المتميزين.

تطوير كرة القدم لا يمكن أن يتحقق دون تطوير التكوين الأكاديمي للأطر التقنية الوطنية ومعها المواهب الكروية، لتنطلق سلسلة من البرامج التكوينية والتدريبية استهدفت الدوليين المغاربة القدامى ومكنتهم من ديبلومات تدريب ساهم في تأطيرهم خلالها مؤطرون وخبراء ذوي كفاءة ومستوى عال، قبل الاستفادة منهم من خلال إسقاط الخبرات التي راكموها داخل أندية الصفوة بالبطولة الوطنية.

سياسة الجامعة الملكية المغربية في تطوير كرة القدم الوطنية، كان من ضمن لبناتها تجويد المنتوج الكروي الوطني، وتطوير الأداء التنافسي في البطولات الوطنية، فكانت الانطلاقة من ورش توفير تجهيزات وبنية تحتية تعتمد ملاعب حديثة تستجيب لمواصفات تقنية ودقيقة ومؤثرة، وكذلك المساهمة في ورش ملاعب القرب عبر مختلف التراب الوطني، ثم العمل على الرفع من مداخيل الأندية من خلال العائدات المالية للنقل التلفزي والإشهار بهدف تحقيق توازن مالي ومعالجة الاختلالات ومواجهة العديد من المشاكل التي تعاني منها الأندية، ليكون ورش إصلاح التحكيم وتعميم تقنية “الفار” على الملاعب الوطنية واحدا من الإصلاحات المؤسساتية ولبنة أخرى في استراتيجية الجامعة لتطوير الكرة المغربية.

أوراش عديدة فتحتها واشتغلت عليها إدارة “لقجع” كان أبرزها الاهتمام بالفئات السنية وكرة القدم داخل القاعة والكرة النسوية من أجل الرفع من منسوب الممارسة والمشاركات الخارجية، بدأ جني ثمارها بالارتقاء في سلم التصنيف الدولي والمشاركة المتميزة للمنتخب الأول في نهائيات كأس العالم “فيفا قطر 2022”، وهو نفس الانجاز الذي حققه منتخب الصالة الذي بصط سيطرته قاريا وعربيا، فيما ضمنت كرة القدم النسوية مشاركتها لأول مرة في نهائيات كأس العالم في انتظار تمثيل مشرف وتحقيق ملحمة شبيهة بتلك التي حققتها منتخبات الذكور، في حين باتت الأندية المغربية تشكل حلقة متفردة في المنافسات القارية تجعلها تدخل غمار المنافسات كأبرز المرشحين للظفر بالألقاب.
تمثيلية المغرب في أجهزة تدبير الكرة وسبر أغوارها، سواءا داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أو الاتحاد الدولي لكرة القدم، ساهمت بشكل كبير في تحقيق الرقي الكروي، بعدما بات المغرب حلقة ذات فاعلية في مركز القرار، من خلال تموقعه بشكل أكثر عقلانية وصلابة.

هي أوراش وبرامج إصلاحات هيكلية ومؤسساتية تهدف الانتقال من العمل الإداري التقليدي إلى تطبيق تقنيات المعلومات والاتصالات في البناء التنظيمي واستخدام التقنية الحديثة بأشكالها المختلفة وتسهيل الحصول على البيانات والمعلومات لاتخاذ القرارات المناسبة، ستتعزز بتعميم إخراج هياكل الشركات الرياضية إلى الوجود، الذي من شأنه تقديم دفعة قوية لكرة القدم الوطنية.
الدينامية العالية التي يتم بها تدبير أمور الجامعة الملكية المغربية، تجعلها نمودجا يحتدى به لدى باقي الجامعات واللجنة الأولمبية، لخلق مؤسسات وأندية رياضية عصرية تسعى إلى تحقيق مناخ تنظيمي متماسك تتوافر فيه الهياكل التنظيمية المشجعة على المشاركة والسمو بالممارسة الرياضية ومنحها التوهج وتخقيق الرقي.
زر الذهاب إلى الأعلى