الانتفاضة
المصطفى بعدو
في السنوات الأخيرة بدأ الغرب”الحديث والمتقدم” يرى في تفكك الاسرة وهدمها وسيلة مضمونة وناجحة للسيطرة على العالم، وعلى هذا المنوال وهذا النسق ، بدأ يلاحظ في أمريكا أو أوربا،أنه اذا ضرب الطفل من قبل أحد أبويه او كلاهما، ولو ضربا خفيفا لتهذيبه مثلا، تتدخل الشرطة التى تحذرهما من مغبة تكرار ذلك، وتعلمهما أنه إذا تكرر ذلك تأخذ الطفل منهما وتودعه لأحدى الملاجئ، والبنت لها كامل الحرية في الخروج دون حسيب ورقيب وتصادق من تشاء بدعوى الحرية، والنتيجة آلاف من بناتهم فى سن صغيرة يحملن ويلدن ولا وصاية لوالديْها عليها، كما أن الهواتف الذكية شتتت شمل الأسرة وصار كل فرد مشغولا بأصدقائه الافتراضيين ،الذين لا يعرفهم ويلعب معهم ويضحك معهم ويحزن معهم، كما عمد الغرب إلى تغيير المصطلحات وهذا أخطر ما في الأمر، فالمثلية حلت محل اللواط والسحاق، وهذا مكمن الخطر فالمثلية كمصطلح لا يأخذ وقْعه الدلالي المروّع كاللواط بل يشير المصطلح إلى أنها نوع من الحرية وأنها “شيء عادي”..
لكن الأخطر أن شركات إنتاج الأفلام الكرتونية الكبرى للأطفال صارت تسوّق للواط والسحاق في أفلامها الجديدة بحيث يألف الأطفال هذا ويتربى على ثقافة ان هذه الاشيياء السيئة عادية وغير خاطئة، وعلى هذا المنهج يكبرون ، فأفلام الأوسكار لا تخلو معظمها من لوطي عبقري وسحاقية عبقرية حتى تنال الأوسكار ناهيك عن تقديم هؤلاء الشواذ إعلاميا على أنهم القاعدة ومن يخالفهم فهو شاذ فى تفكيره متخلّف فى رأي..
فحتى أبوهم في الفاتيكان لم يسلم من مهاجمتهم ، وذلك قبل أيام معدودة لأنه نصحهم”زعما” بعدم ممارسة الجنس بين المخطوبين قبل الزواج، وقد رأينا كيف غدت أوروبا قارة العجائز بعد أن قلَّ الإنجاب وهذا يفسر فتح حدود أوربا أمام المهاجرين واللاجئين من الشباب فقط لتجديد شباب القارة ومنحها الحياة وسد حاجتها إلى قوة شبابية للعمل…
وأما ما ابتُليت به مجتمعاتنا من مغالاة فى المهور والأثاث فهو يصب- دون أن ندري- فى اتجاه عدم تكوين أسرة وإذا كُوِّنت فقد تنهار بفِعل الديون، وما خفي كان اعظم…