الانتفاضة
ابن الحوز
مونديال قطر 2022، الحدث الكروي العالمي في دولة قطر، ليس فقط فعالية عالمية رياضية فقط، بل أبان على أن دولة قطر جعلته فرصة لتصحيح الصور الخاطئة عن الإسلام لدى الغرب، والذي طالما نظر إلينا كمسلمين نظرة احتقار.
ودائما ما يعتقدون أن المسلمين هم بشر من الدرجة الثالثة، ويسعون جاهدين إلى فرض سلوكياتهم وثقافتهم على الجميع وخصوصا العرب لاعتقادهم أنهم السادة والعرب عبيد، وهذا ما ولد بيننا وبينهم صراع، صراع ثقافي على القيم والأخلاق، فضلا عن النفاق الغربي، فعلى سبيل المثال عند تنظيم روسيا لمونديال 2016، توافد عليها الأوروبيون من كل بقاع العالم متغاضين بذلك عن الأفعال الإجرامية الشنيعة والمجازر المرتكبة من روسيا في حق السوريين، ولم يحركوا ساكنا لا شعبا ولا حكومة ولا منظمات حقوقية، بينما حدث العكس تماما عندما قصفت روسيا أوكرانيا و كعقاب لها حرمت من بطولة العالم، رغم تأهلها وتم إلغاء هذا الأخير، فضلا عن حرمانها من المشاركة في بطولة العالم.
وبعد طول انتظار، حققت قطر قفزة نوعية تجلت في تمجيد القرآن والدين الاسلامي، وهذا ليس بالهين، طالما طالب المصلحون به المسلمون أيام محمد إقبال، مالك بن بني وغيرهم ممن طالبوا الاعتزاز بأخلاق الإسلام والإيمان وعدم التأثر بالقيم الغربية.
تزامنا مع ذلك حقق المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا غير مسبوق بعد مرور 70 سنة عن أول مونديال، وبذلك يعد مفخرة العرب والمسلمين والافارقة.
ومن بين هذه الانجازات التي حققتها دولة قطر الخير في التفاتة منها للاعتزاز بدين الإسلام هو منع رفع شعارات المثلية الجنسية، الشيء الذي دفع الأوروبيون إلى الهجوم على قطر. كما افتتحت الحفل الكروي بتلاوة القرآن فهذا ما يرفضه الغرب دائما، إضافة إلى منع الحكومة القطرية شرب الكحول في الأماكن العامة، ولا يسمح بمظاهر السكر بشكل علني، كما تمنع القوانين في قطر أي نشاط مسيء للإسلام أو شعائره أو معتقداته.
لطالما نفخ القرآن فينا المعاني العظيمة، وكل معاني التقدير والاعتزاز بالإسلام والمسلمين لقوله تعالى :” ولله العزة ولرسوله والمؤمنين”، لهذا وجب على كل مسلم أن يعتز بدينه وحضارته والافتخار به في أي فرصت تتاح له، كما هو الحال بالنسبة لقطر ولما قامت به من فرض احترام الدين الإسلامي وتعاليمه وقوانينه في حدث عالمي كمونديال 2022.
وبهذا تعتبر قطر من بين أكثر الدول العربية والإسلامية اعتدالًا في قوانينها وعاداتها فهي ليست بالانفتاح الذي تشهده دبي، كما أنّها أكثر تحررًا من بعض مناطق المملكة العربية السعودية.
كنا خير أمة أخرجت للناس ولا نزال وسنبقى !.