الانتفاضة
طنجة/عبدالله السالمي
جريمة مكتملة الأركان تلك التي شهدتها منطقة “طريق الرهراه” بمدينة طنجة، بعد إقدام جماعة طنجة على اقتلاع أشجار مكتملة النمو، وتعويضها بمئات من النخيل، في خطوة غريبة لاقت استهجان السكان وباقي المواطنين.
فقد تم اقتلاع عدد كبير من الأشجار من الحجمين المتوسط والكبير، ورميها بقارعة الطريق، مع تعويضها بأشجار النخيل، وذلك على طول طريق الرهراه الرابطة بين مدار مسنانة والمتوجهة الى الغولف الملكي.
وسجل عدد من المهتمين بقضايا البيئة، أن العملية التي تمتد على طول قرابة الكيلومتر والنصف، لم تراعي المسافة المعيارية المعتمدة لدى خبراء هندسة المحيط، والمقدرة بـ 5 أمتار بين كل نخلة وأخرى، حيث تم وضع الأشجار بشكل شبه عشوائي بالقرب من بعضها البعض.

وأظهرت معايانات ميدانية مختلفة، إقدام القائمين على العملية، على التخلص من أشجار مكتملة النمو بشكل عشوائي، على الرغم من كونها ما زالت صالحة، وتوفر الظل المطلوب، وتساهم في التخفيف من برودة الجو، وتعويضها بنوع آخر من الاشجار لا يوفر أي شيء مما سبق ذكره.
ووجه المواطنون أصابع الإتهام لجماعة طنجة، كون عملية التشجير تدخل ضمن نطاق اختصاصها، مطالبين إياها بالكشف عن تفاصيل الصفقة، التي دفعتهم لإقتلاع أشجار مثالية صالحة، وتعويضها بأخرى.
وكان عدد من المواطنين، قد أكدوا في وقت سابق عدم رضاهم من عمليات غرس أشجار النخيل في شوارع وساحات طنجة، معتبرين أن هذه النباتات لا تمت بصلة لتاريخ المدينة، فضلا عن جملة المخاطر الصحية التي من شأنها أن تحدق بالمواطنين جراء هذه الخطوة، نظرا لكونها أكثر عرضة للتسبب بأمراض مختلفة.

ويستغرب العديد من المراقبين، إصرار الجهات المسؤول وعلى رأسها المجلس الجماعي الذي يعتبر تدبير الفضاء العمومي، من اختصاصاته الحصرية، على تهيئة العديد من المناطق الخضراء بمدينة طنجة، باستعمال أشجار النخيل، رغم ثبوت استحالة تعايشها في المناخ الذي يميز المدينة.
ويحذر العديد من الخبراء في مجال البيئة، من التداعيات الصحية العديدة لزراعة أشجار النخيل في مدينة طنجة، على المواطنين بسبب عرضة هذه الأشجار إلى أمراض قابلة للانتقال إلى البشر.
كما سبق لفعاليات مدنية، ان تساءلت عن الدافع الحقيقي وراء غرس هذه النباتات، بالرغم من تكلفتها المادية الباهضة، فضلا عن مخاطرها الصحية التي تحيق بالمواطنين، إلى جانب الهاجس الأمني الذي يشكله غرسها بمحاذاة نوافذ المنازل والشقق.