الانتفاضة
تتزايد أهمية المشاركة النسائية و الشبابية في الشأن العام بوصفها إحدى أهم روافد المواطنة والمشاركة الديمقراطية لدى المجتمعات المعاصرة، وتتباين مشاركة النساء والشباب في كافة الدول على اختلافها وإن كانت بالطبع تبدو أكثر وضوحا في ظل الأنظمة الديمقراطية التي تتيح مساحات أكبر من الحرية والاحترام لمنظومة حقوق الإنسان،بل وتعد مشاركة النساء و الشباب من بين أبرز مقومات مشروع الحداثة والبناء الديمقراطي. ومما لا شك فيه أن قضية مشاركة النساء والشباب أصبحت تطرح نفسها بشكل كبير في مجتمعاتنا في هذه الآونة، لأسباب تتعلق بهموم واحتياجات النساء والشباب نفسه ولأسباب تتعلق بمتغيرات المجتمع وتوجهاته الجديدة وإفرازاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، وكذا عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والمجالية والتي تؤثر على المشاركة السياسية لهذه الفئة.
ولهذا يعتبر تعزيز مشاركة النساء والشباب وتمكينهم على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وزيادة الاهتمام بتطلعاتهم واحتياجاتهم ومضافرة الجهود من أجل التعريف بقضايا النساء والشباب والأخذ بعين الاعتبار مجمل التحديات، وتحسين مشاركتهم في إعداد وتنفيذ وتتبع وتقيم السياسات العمومية، مدخلا جوهريا لتعزيز الديمقراطية ببلادنا.ويعد تطوير ثقافة المشاركة أمرا ضروري، لتمكين هذه الفئة من أجل أن تصبح عنصرا فاعلا وطرفا مشاركا في بناء الشأن العام.
كما يجب ضمان حق هؤلاء الفئة في المبادرة الجماعية، وفي نفس الوقت يجب إتاحة جميع الوسائل اللازمة لإعمالها. وبهذا فالجمعيات التي تساهم في إشراك النساء والشباب في الشأن العام من خلال السماح لهم بتولي المسؤولية في مواجهة المشاكل، بروح من التضامن، هي عناصر فاعلة أساسية في الديمقراطية،والتي يجب تشجيعها ودعمها. لأنها تساهم في حيوية المشاركة وبالتالي الديمقراطية، ومن المهم أن تأخذ بعين الاعتبار المكانة التي تولى للشباب، لا سيما فيما يتعلق بتجديد مجالس إدارة هذه الهياكل. إن تشجيع مشاركة النساء والشباب يعني العمل من أجل اندماجهم في المجتمع، من خلال إظهار الثقة فيهم والسماح لهم بأداء دورهم في البناء المشترك.
وفي هذا الإطار، تأتي الندوة الإختتامية ، والذي تنظمها جمعية التأهيل للشباب في إطار مشروع “نعم تستطعن” الممول من طرف صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء تابع لوزارة الداخلية وبشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خنيفرة والمعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي ، لتعرف على أهم المخرجات المشروع والنتائج الذي تم تحقيقها في المشروع وتقديم أهم التوصيات والمقتراحات وفتح النقاش حولها وكذلك تقديم مقاطع الفيديو الذي تم إنجازها في المشروع.