كتاب الآراء

الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة إلى متى ؟

الانتفاضة

بقلم محمد السعيد مازغ

      استبشرت الساكنة بآخر زيارة تفقدية، قام بها وزير الصحة إلى المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة، هذا المرفق العمومي الذي شهد إصلاحات مهمة على مستوى البنية التحتية، ولكن مع ذلك، ظلت الخدمات الصحية والعلاجية تفتقر لأهم المقومات التي تمكنه من تغطية حاجيات الإقليم الصحية. 

كثيرة هي الكتابات التي تناولت الأعطاب التي يعاني منها مستشفى سيدي محمد عبد الله ، وآلتي باتت تشكل هاجسًا مرعبًا بالنسبة للزوار من المرضى وذويهم، والعاملين بالمستشفى على السواء.فكيف للمستشفى الوحيد واليتيم بالصويرة أن ينهض صحيا ، ويقدم خدمات في المستوى المطلوب، وهو نفسه يعاني من مرض عضال ، ويئن تحت وطأة الاكتظاظ اليومي، وتعدد الحالات وضعف التجهيزات والإمكانيات، وعدم كفاية الموارد البشرية المتخصصة في المجال الطبي .

 يستقبل مستشفى محمد بن عبد الله يوميًا اعدادا غفيرة من المرضى الوافدين من داخل مدينة الصويرة والإقليم الذين تستدعي حالتهم الصحية الحرجة الخضوع للعلاج السريري ، الا ان الطاقة الاستيعابية للمستشفى لا تسمح بتلبية الحاجيات لطبقة اغلبها لا قدرة لهم على الانتقال إلى المستشفى الجامعي بمراكش ، ولا إلى المصحات الخاصة ، فضلا عن بعض الاختصاصات الطبية التي يفتقر اليها المستشفى وآلتي تستدعي من المريض ضرورة التوجه نحو مراكش او أكادير من أجل العلاج. 

 علمًا أن أعطاب المستشفى ليست محصورة في الطاقة الاستيعابية والنقص الحاد في الموارد البشرية ، وافتقار المستشفى لمجموعة من التجهيزات الطبية الضرورية كجهاز  ” IRM “وحتى المتوفر منها كجهاز الكشف ” سكانير ” ، كثيرا ما يكون معطلا ، يحتاج الى الصيانة ، ناهيك عن الأعذار من قبيل عدم التوفر على ” الكليشيات ” ،فتتحول بذلك تلك الأجهزة مجرد متلاشيات لا تؤدي الوظيفة التي كلفت ميزانية الدولة الملايين من الدراهم ، ولا يعتمد على نتائجها بشكل كلي ، وإنما فقط  للاستئناس.

 وكما يقال في المثال الدارجي “اللهم العمش ولا العمى”، ولا خيار أمام الطبيب سوى توجيه المريض نحو المختبرات ، او الاعتماد على كفاءته وخبرته في التعامل مع أجهزة تعاني كالمتعاملين معها من الضغط البشري الذي يفوق طاقتها.

ورغم هذه المتبطات ، فإنه لا يمكن إنكار الخدمات الصحية والمجهودات المبذولة من طرف إدارة المستشفى ،والأطقم الطبية والتمريضية العاملة بمستشفى محمد بن عبد الله من أجل التغلب على تلك التحديات ، فهؤلاء في الواجهة ،يتحملون غضب المواطنين، ويشاركونهم معاناتهم، و يتعاملون وفق المثل الشعبي : “فوق طاقتك لا تلام “، والمثال الشائع: “الله غالب، المرة القادمة يدير الله الخير “.
ومع كل هذا ، نوجه نداءنا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية ، ونطالبه بضرورة الالتفات الى هذا المستشفى العمومي الذي يغطي مساحة شاسعة داخل إقليم مدينة الصويرة ، لأنه ليس من المعقول أن يقطع المواطن مسافات طويلة من أجل الحق في العلاج والاستشفاء فيصطدم بمواعيد لا تراعي ظروفه الصحية ، وإذا كان محظوظًا يصطدم بوضعه في ركن من الأركان في انتظار مكان شاغر ، او تبليغه بعطب في جهاز الاشعة وغيرها من الاختلالات التي تتنافى والخطاب الرسمي الفاقد للمصداقية، علما أنه لو تظافرت الجهود، وتوفرت الإرادة لتحققت الجودة المطلوبة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى