الانتفاضة
محمد تغزوت / صحفي متدرب
تحل الذكرى السادسة والخمسون على نهاية حرب النكسة او “حرب الستة أيام” كما يسميها الإسرائيليون بين العرب والإحتلال الإسرائيلي والتي تفتخر اسرائيل بنصرها على العرب في حرب خاطفة ومفاجئة.
واندلعت الحرب يوم خمسة يونيو سنة 1967 وإنتهت في العاشر من الشهر ذاته بين كل من مصر والأردن وسوريا، وتمخض عنها إحتلال إسرائيل بقية الأراضي الفلسطينية “القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وسيناء المصرية”، و شكلت الحرب نقطة تحول مفصلية في الصراع العربي الإسرائيلي ، حيث غيرت موازين القوى والمعادلات الجيوسياسية وأصبحت إسرائيل دولة إحتلال بموجب القانون الدولي على الأراضي التي إحتلتها.
وأدت الحرب الى مقتل ما يزيد عن عشرين ألف شخص من العرب مقابل ثمانمائة شخص من الإسرائيليين وتدمير أكثر من سبعين في المائة من العتاد الحربي للعرب مقابل خمسة في المائة من العتاد الإسرائيلي الى جانب التفاوت في عدد الجرحى والأسرى، ومن نتائج الحرب أيضا صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم242 الذي يعد صلب المفاوضات والمساعي الدولية والعربية لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي. فقد نص القرار على إنهاء حالة الحرب والإعتراف الضمني بإسرائيل دون حل للقضية الفلسطنية.
إستغلت إسرائيل هذه النكسة وقامت بتهجير معظم سكان مدن قناة السويس والقنيطرة بسوريا إضافة إلى تهجير عشرات الألأف من الفلسطينين من الضفة الغربية وفتح باب الإستيطان في القدس الشرقية
و تعود أسباب هزيمة العرب في الحرب حسب المحلليين السياسيين والخبراء العسكريين إلى أسباب عدة منها إهمال الجيوش العربية للخطوط الأمامية ، وكذا ضعف الإستخبارات العربية وقلة خبرتهم مقابل الإستخبارات الإسرائيلية، إضافة إلى عدم وجود التنسيق الأمني مع معظم الجيوش العربية، زد على ذالك تطور الأسلحة الإسرائلية مقابل العتاد العربي القديم والهش دون نسيان الإشادة الإعلامية الزائفة بقوة الجيوش العربية مما حفز الجيش الإسرائيلي أكثر للسيطرة على العرب.
كل هذا ساهم في هزيمة العرب في الحرب وتكبدها خسائر مهمة في الأرواح والعتاد وإقتطاع أجزاء مهمة من أراضيها الى وقتنا الحالي مما أدى إلى إقبار القضية الفلسطنية التي تعود بدايتها الى سنة 1948 دون التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني مع الإحتلال الاسرائيلي الغاشم. الذي قتل رجالها وسبى نساءها وشتت ابناءها وجعل من اراضيها ساحة حرب تدمر الاخضر واليابس دون ان يتحرك الضمير العربي ويستيقظ من سباته العميق والذي طال امده.