الانتفاضة – محمد بولطار
احتضنت مدينة مراكش صباح اليوم الثلاثاء 13 سيبتمبر 2022، ندوة دولية حول موضوع “الرياضة والإعاقة”، شارك فيها خبراء وأطباء دوليين في مجال الطب الرياضي.
الندوة التي نظمت على هامش فعاليات الملتقى الدولي السادس لألعاب القوى مولاي الحسن، الذي سينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الفترة الممتدة من 15 إلى 17 شتنبر الجاري بالملعب الكبير بمراكش، تطرق خلالها المتدخلون لموضوع إصابة العداء وتدبير ممارسته للرياضة خلال فترة التعافي والعلاج وعودته إلى المنافسات، والتحسيس بالأهمية التي يكتسيها تناغم مكونات الجسم لدى ممارسي الرياضة، خاصة الفئات المحترفة، علاوة على مواكبة الرياضيين من أجل بلوغ أفضل مردودية في الأداء خلال الملتقيات الدولية.
وأجمع المشاركون في هذه الندوة على أهمية التشخيص المبكر لبعض الأعراض لدى العدائين من ذوي الإعاقة حتى يسهل علاجهم وتجهيزهم للمشاركة في المنافسات الكبرى، مشددين على الدور الهام الذي يضطلع به الطاقم الطبي بتنسيق مع الطاقم المشرف على تدريب العدائين خلال الاستعدادات للمشاركة في مختلف المنافسات، سواء الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، وذلك في سبيل المواكبة الطبية من أجل تحقيق إنجاز رياضي هام.
وتم التطرق خلال هذا اللقاء العلمي، لبعض الاكراهات التي يمكن للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الممارسين للرياضة على مستوى عال أن يعانوا منها كمشاكل الكتف لدى مستعملي الكراسي المتحركة، والاضطرابات الجلدية والغذائية لدى هذه الفئة من الرياضيين، إلى جانب سبل إعادة التأهيل الرياضي والإعداد النفسي لهم، لتجاوز فترة النقاهة.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة “حميد العوني”، على أهمية تتبع الأبطال على مستوى أعلى من الناحية الطبية، للوصول إلى العالمية وتحقيق أرقام مهمة، مشيرا الى أن الجهاز الوصي حريص كل الحرص على أن تكون هناك مواكبة طبية للأبطال المغاربة من أجل تهييئهم للمنافسات الدولية، وتمكينهم من إعطاء أحسن ما لديهم، سواء على مستوى اللياقة البدنية أو مردوديتهم.
وأوضح المتحدث ذاته أن الندوة تسلط الضوء على موضوع الرياضة لدى الأشخاص في وضعية إعاقة، من أجل تبادل التجارب والخبرات بين البلدان المشاركة في الملتقى الدولي السادس لألعاب القوى مولاي الحسن، مبرزا أن المغرب حريص كل الحرص على مواكبة المستجدات في ما يخص التكنولوجيا الطبية المتعلقة بالاستعمالات المرتبطة بهذه الفئة من الرياضيين، ومشددا على الأهمية التي تكتسيها مجموعة من الأدوات الطبية التي تستعمل من طرف العداءات والعدائين في وضعية إعاقة.
وأضاف رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة أن هذه الندوة تندرج في إطار الملتقى الدولي السادس لألعاب القوى مولاي الحسن، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث تمت برمجة مجموعة من الأنشطة الموازية.

من جهتها، أكدت الأستاذة في الطب الفيزيائي والتأهيل الوظيفي بكلية الطب بتونس، “فاطمة الزهراء بن صالح”، على أهمية الجانب الطبي بتنسيق مع الطاقم التقني لتأهيل الرياضيين للاستحقاقات المقبلة، خاصة الألعاب البارالمبية في 2024 بباريس، مبرزة أنه من اللازم أن تواكب الاتحادات العربية والافريقية التطورات التي يعرفها العالم في هذا المجال لتأهيل الأبطال الواعدين، فضلا عن أهمية تمكينهم من مركز نموذجي يضم مختلف التقنيات الكفيلة بتأهيلهم وعلاجهم، كما هو الشأن بالنسبة لباقي الرياضيين.
إلى ذلك أشار منسق الندوة “أنطوني جوبير”، وهو أيضا مؤطر للفرق الوطنية المغربية لكرة السلة، أن هذا اللقاء شكل مناسبة للمشاركين لتسليط الضوء على مجموعة من المواضيع ذات الصلة بالرياضيين في وضعية إعاقة، من ضمنها تحسيسهم والطاقم الطبي والرياضي بالمكانة التي يكتسيها الجسم لدى الرياضي من أجل بذل أقصى المجهودات لتحقيق الأهداف المتوخاة، إلى جانب دور التغذية السليمة والمواكبة، مضيفا أن الندوة تطرقت، كذلك، إلى الوقاية لتجنب أسباب الوفاة المفاجئة للرياضيين.

تجدر الإشارة الى أن النسخة السادسة للملتقى الدولي السادس لألعاب القوى مولاي الحسن ستعرف مشاركة حوالي 400 بطل وبطلة يمثلون 40 بلدان من افريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية و الجنوبية، علاوة على حوالي 105 من الحكام والحكمات للإشراف على المسابقات . وسيتميز هذا الملتقى، الذي يندرج ضمن سلسلة الجائزة الكبرى، التي تشرف عليها اللجنة البارالمبية الدولية، بحضور وازن لأبطال بارالمبيين مغاربة وأجانب، حققوا أرقاما قياسية عالمية في اختصاصاتهم.
زر الذهاب إلى الأعلى