كتاب الآراء

الخنزير البري يتجول في شوارع وأزقة الصويرة بحرية وسلام

الانتفاضة 

بقلم محمد السعيد مازغ 

في الساعات الأولى من صباح الجمعة ، سُمِع نباح بعض الكلاب وهي تحذر الساكنة من وجود خطر ما،
استيقظ من استيقظ، وأطل من نافذة الشرفة، ليرى بأم عينيه جماعة خنازير برية وهي تجوب الحي بحرية وسلام ، و تتفقد الأزبال عساها تشبع جوعها وتعول صغارها .
مشهد بات يتكرر بمدينة الصويرة بعد السطو على الغابة، وقطع أشجارها، وتحويلها إلى تجزئات سكنية
تلك الغابة التي كانت تشكل حزاما آمنا، ومرتعا خصبا للحيوانات، ومصدر نباتات طبية طبيعية، ومتنفسا غنيا بالاكسجين النقي، وحاجزا مهما للرياح المحملة بالرمال.
الخنازير البرية التي تجر خلفها صغارها، قد تبدو لطيفة وهي تشق طريقها داخل الأحياء السكنية، لأنها لا تستشعر الخوف في ذلك الوقت الذي يكون فيه أغلب الناس نياما، وتشل فيه الحركة، ولا يسمع فيه سوى صوت هدير موج البحر، او الرياح الصباحية الباردة، ولكن الواقع يفند الاعتقاد بأن هذا الحيوان لا يشكل خطرا على المواطنين الذين يخرجون لصلاة الفجر، وبعض العمال والعاملات الذين واللواتي تفرض عليهم الظروف المعيشية الصعبة الاستيقاظ باكرا والالتحاق بشغلهم، او المسافرين إلى الأسواق الأسبوعية بالجماعات التابعة لإقليم الصويرة، ناهيك عن المشردين الذين يفترشون الثرى، وينامون في الجنبات.. هؤلاء جميعا وغيرهم من الفئات الضعيفة التي لا تملك سيارة تختفي داخلها، أو حصنا تلجأ إليه وقت الخطر، مهددة في سلامتها إذا ما قدر الله لها مصادفة خنزير غاضب، او خائف على صغاره.                                 الخنازير البرية لا ينحصر تواجدها بين الفينة والأخرى داخل الأحياء السكنية بالمدينة، فالدواوير بإقليم الصويرة،تشهد بدورها هجوما شرسا من طرفها، وقد لقى الكثير من الساكنة مصرعه بسببها، كما تهدد المحاصيل الزراعية وتفتك بالحقول دون أن يجرؤ أحد على اصطيادها أو قتلها. 

تكررت نداءات ساكنة إقليم الصويرة  الصويرة على مر السنين ، وهي تطالب حلولا ناجعة لوضع حد لهجوم الخنازير البرية على المدينة أو الإقليم ، دون الحديث عن الكلاب الضالة، والأبقار والحمير والجمال التي تتجول ليلا ونهارا في أرقى شوارع مدينة الصويرة ، بل منها من يستهويه أخد مكان الشرطي في المدارات وملتقيات الشوارع، وهي ترعى نباتات الزينة، و تقتات على الأزبال والقادورات ، وفي الأخير تباع لحوم بعضها على أنها ذات جودة عالية.
لله حسبك يا مدينة الصويرة، كم أنت منهوكة القوى، لا تملكين القدرة على التغيير والتخلص من مظاهر الطابع القروي ، رغم تصنيفك ضمن المدن السياحية الصاعدة، تواجهين زحف الرمال ،زحف الحشرات السامة ، زحف الحمير والبغال ، زحف الخنازير البرية، زحف القطط والكلاب الضالة، دون الحديث عن زواحف بشرية لا تخجل من نفسها وهي تتمكن من عضوية المجالس المنتخبة والمؤسسات في كل دورة دون فائدة تذكر، ولا بصمات يسجلها التاريخ بماء الفخر والاعتزاز. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى