لازالت فلول من العناكب الصفراء في زيغانها التقليدي، حيث باتت تناضل للبقاء ضمن لائحة الغير المغضوب عليهم..

المصطفى بعدو
لازالت فلول من العناكب الصفراء في زيغانها التقليدي، حيث باتت تناضل للبقاء ضمن لائحة الغير المغضوب عليهم، وهي بذلك تقاتل في استماتة لتنال الحضوة والرضى في اعين البؤساء الذين تقتلعهم الرياح القادمة من كل الجهات
كنت مارا من ذاك المكان و عيناي تصولان و تجولان وتأخذان نصيبهما من الصور المختلفة ، وتبحثان عن ذكريات بين العمارات المتراصة بين جنبات الطريق في تناغم عصري ،
القيت عن كاهلي بعضا من تعب السنين المهجورة، ووضعتها جانبا والقيت جسدي المتهالك على اول سيارة اجرة مرت من المكان، وسألني سائقها الذي تلوح على وجهه علامات السخط والتبرم وبغطرسة غير مبررة، الى أين ايها الشيخ..؟
استغربت من الأمر وساورني الشك للحظة، واخرجت هاتفي وبدأت اتفحص وجهي عبره وانبش في زواياه عن الحقيقة، لاحظ السائق حيرتي وهو يسترق نظرات من المرأة الخلفية، وما لبت ان قال لقد شاركت معنا في الكاميرا الخفية؟ قالها وهو ينزع “الكمامة” من على وجهه و القبعة الحمراء التي نقشت فيها شعار العلم المغربي، انه السي احمد البيضاوي استاذ اللغة الفرنسية في الاعدادي، ياله من صدفة جميلة،
انها حقا لصدفة خير من ألف ميعاد، تعانقنا وبحرارة شديدة، واسرعت ودون شعور لالثم قبلة احترام ومودة وعرفان بالجميل على يديه المباركتين،
تمتمت سيدة تجلس على كرسي بجانب الشارع الكبير، بكلمات خافتة، وهي تتحدت عبر هاتفها بصوت هامس محاولة الايسمعها احد من المارين من حولها ، مسرعين الخطى الى موعد ما، كل يجري لمستقر له في هذه الدنيا المتلاطمة أمواجها كبحر ثائر،
اقتربت منها فتاة في مقتبل العمر في العشرين من عمرها، وهي تجر بيدها عربة للسوق الممتاز القريب من المكان،
سمعت صوتها الشجي وهو يخرج من فمها الجميل كسمفونية موسيقية، هيا بنا ياامي ان الوقت قد حان للعودة للمنزل..
سالت نفسي نفس السؤال ولالف مرة ، ولالف مرة ايظا لم تعيرني أي انتباه، وعلقت سؤالي على حبال من الانتظار والتوتر،
من اي جنس من الاجناس تنتمي ذراتي المبعثرة هنا وهناك
كاوراق الخريف؟
من يغزو سفينة كانت لبحارين ينتمون للمحيطات الدامسة؟
جبت المدن الساحلية في يخت رملي وكان تصاحبني في سفري
ذكريات مؤلمة هزمت اخر معاقل الصبر في جسدي المنهك..
يتبع..