كتاب الآراء

صفحات مشبوهة بقنوات التواصل الاجتماعي أصبحت مرتعا للإشاعة بمدينة الصويرة،

الانتفاضة 

بقلم محمد السعيد مازغ 

أثارت صفحات فيسبوكية مجهولة المصدر  حفيظة الكثير من المتتبعين للشأن الإعلامي بمدينة الصويرة، حيث يرون فيها ضربا للقيم الأخلاقية ، واستعمالا فظيعا لقنوات التواصل الاجتماعي، و انتهاكا صارخا للقانون، فهي أنشئت خصيصا من أجل تشويه سمعة أشخاص ذاتيين أو معنويين والافتراء عليهم، وتعمل على تسميم الأجواء وخلق العداوات بين أفراد مجتمع واحد، الشيء الذي يفتح المجال للتساؤلات عن الغاية التي يرجى تحقيقها من هذا السلوك المرفوض شرعا وقانونيا ، وما الداعي إلى التستر وراء أسماء مستعارة، إذا كان كاتب التدوينات “المزيف” يتوفر فعلا على معلومات صحيحة أو حقائق دامغة أو حجج واقعية تدين الآخر، وتكشف فسادا ماليا أو إداريا معينا، أو سلوكا شاذا كالشطط في استعمال السلطة، أو تبديدا للمال العام، أو إخلالا بالمسؤولية…

– فما السر إذن من خوف المدوِّن من فضح الخروقات والجهر بذلك بوجه مكشوف ورأس مرفوع !!؟؟ ، أليس الاختفاء خلف أسماء مستعارة، يدخل في إطار الجبن وضعف الشخصية، و الوصولية، وعدم الثقة بالنفس، ومؤشر قوي على الاستعمال السيء لقنوات التواصل الاجتماعي؟ 

كما يقود تناسل التدوينات مجهولة المصدر إلى سؤال مشروع: من هي الجهة أو الجهات التي لها المصلحة في استهداف أشخاص معيْٓنين، أو العمل على تسخير الذباب الإلكتروني ودفعه للتجني عن موظفين سامين ومستشارين   جماعيين، وضباط أمنيين، ونشطاء إعلاميين، وشخصيات لها وزنها الاجتماعي ومشاريعها الحيوية، وموقعها الاعتباري؟ _ وما هو المقابل التي تتقاضاه على تلك السموم التي تنفثها في جسم المجتمع الصويري؟ ، وهل تعجز الأجهزة المسؤولة عن رصد مصادر الداء، والضرب على أيدي المستبيحين لأعراض الناس، المتسببين في مأساتهم، المحطمين لطموحاتهم،المشككين في وطنيتهم ومصداقيتهم!!؟.

هذا ويلاحظ أن أغلب تلك التدوينات لا تتوفر على المقومات التي يمكن تصنيفها ضمن الأجناس الصحفية المعروفة والمتداولة ، فلا هي ترقى إلى جنس الخبر الصحفي ولا إلى التحقيق أو الاستطلاع.. ، وإنما هي سطور مكتوبة بأسلوب ركيك مليئ بالأخطاء الاملائية واللغوية، ومعظمها يستنجد بالدارجة المغربية، وأحياناً بالعبارات السوقية المنحطّة. 

ورغم أن البعض يعتبرها جعجعة بلا طحين، ولا يُعيرها بالا، ولا اهتماما ، فإن البعض الآخر لا يُخْفي تأثيرها النفسي على الأشخاص المستهدٓفين، وما يمكن أن تسببه من إحراج لضحايا الإشاعة داخل الوسط العائلي والمحيط المهني ، خاصة أن الإشاعة تجد تربة خصبة للانتشار، وأن عددا من رواد الفضاء الأزرق لا يمتلكون آليات الغربلة للتمييز بين الخبر الصحيح وبين المعلومات المغلوطة التي تمس مباشرة سمعة الأفراد والجماعات، باسم حرية التعبير.

ولا يخفى أن بعض المسؤولين بمختلف مهامهم عانوا كثيرا من هذه التدوينات، وتسببت لهم في إحباط وحرج شديدين، وقوضت مجهوداتهم في مواجهة الفساد، والاستمرار في اجتثاته من الجدور، كما قادت نشطاء إعلاميين للتحقيق الأمني، وكادت تورط بعضهم في قضايا السب والقذف والافتراء على الغير ، دون أن تكون لهم صلة بأصحاب تلك التدوينات، ولا بمضمونها ، ليغلق ذلك الملف في غياب الوصول إلى الفاعل الحقيقي، ومن تمّٓ تبقى الإشكالية قائمة مبنية على التكهنات وعلى الشك في من له المصلحة في تخريب المجتمع، وغرس بذور الفتنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى