الانتفاضة
بقلم محمد السعيد مازغ
عبر بعض أبناء الصويرة المقيمين بالخارج عن احتجاجهم من الإقصاء الذي تعرضوا له في اليوم الوطني للمهاجر الذي يتزامن و العاشر من شهر غشت من كل سنة، من طرف عمالة إقليم الصويرة.
وازدادوا غرابة حين علموا أن العمالة قررت استضافة خمسة أشخاص دون غيرهم متسائلين عن المعايير التي اعتمدها المسؤولون في ذلك الاختيار، علما أن المحظوظين ممن سمح لهم بالحضور، لا يمثلونهم، ولا يحق لهم الحديث باسم كل المهاجرين،والإلمام بمشاكلهم.
ويلاحظ أن عدد المحتجين لم يكن كبيرا لدرجة تأثيره على السلامة الصحية التي يُحْتَج بها في بعض المناسبات الرسمية، ولا يتطلب الحصول على دعوة شخصية في يوم عيدهم الوطني، الشيء الذي يثير علامة استفهام عن دواعي منع أبناء مدينة الصويرة من لقاء المسؤولين المحليين، وطرح بعض الأفكار والمقترحات وأيضا الإشكالات التي تخصهم.
ولم تكن بعض وسائل الإعلام محظوظة بتغطية الحدث، ونقل وقائع فعاليات هذا اليوم الخاص بالاحتفاء بالمهاجر المغربي، فقد اصطدمت بدورها بقرار المنع، وكأن اللقاء يأخذ طابع السرية، وما يتداول داخل القاعة لا يهم الرأي العام المحلي.
هذا ولرفع اللبس، وتجسيد قرب الإدارة من المواطن، والتجاوب مع نداءات الساكنة، كان لزاما انفتاح العمالة على محيطها، والعمل على حل مختلف قضايا ومتطلبات مغاربة العالم من أجل إطلاعهم على البرامج المستقبلية، وتشجيعهم على المساهمة في التنمية المحلية وقد لا يتحقق ذلك، في غياب التواصل، وإغلاق الأبواب في وجوههم، على اعتبار أن التحديات التي يشهدها المغرب اليوم، تتطلب وحدة الصف، وتجميع كل القوى الحية، إضافة إلى أن مثل هذه اللقاءات تشكل فرصة ثمينة لفتح نقاش فعال وإيجابي بين مختلف المكونات والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفرصة لتوطيد الروابط بين المغاربة المقيمين بالخارج ووطنهم الأم، فضلا عن ذلك الدور المهم الذي تلعبه هذه اللقاءات في تجسيد العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمهاجر المغربي.