رياضية
شغب الملاعب الأسباب والمسببات.. مقاربة أمنية تقليدية وسياسة الكيل بمكيالين بين جماهير الاندية التي تولد الحقد

الانتفاضة – محمد بولطار
عادت أحداث الشغب والانف بين الجماهير، لتطفو من جديد في الملاعب المغربية، بعد واقعة نهاية مباراة الجيش الملكي ونظيره المغرب الفاسي، لحساب منافسات كأس العرش، مساء أمس الأحد 13 مارس 2022.
كاميرات الصحافيين والهواتف المحمولة وثقت للحظات من الجحيم عاشها كل من كان بالملعب، كانت مقرونة بعنف مبيت من جماهير الجيش، لم تسلم منها جماهير المغرب الفاسي ولا رجال الأمن بل وحتى الصحافيين، وكان عنوانها الترهيب والاعتداء بوحشية وبجميع الوسائل، وتخريب الممتلكات العمومية والخاصة، والعنف الجسدي..
أحداث الأحد الأسود بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، كشفت جليا ضعف المقاربة الأمنية بملاعب الكرة بالمغرب، والاعتماد على منظومة تقليدية تعتمد فقط على نشر عدد من العناصر الأمنية في المدرجات وجنبات الملاعب والاحتفاظ بعدد آخر للتدخل، دون الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة وتخصيص قاعات موصلة بكاميرات مراقبة يتم تنصيبها داخل وخارج هذه الملاعب لمراقبة المدرجات وسلوك المتفرجين، والرصد الاستباقي لكل السلوكات المنحرفة والعدائية، والتدخل السلس لترتيب الأمور..
تنظيم المباريات الرياضية، خاصة تلك التي تجدب أعداد كبيرة من الجماهير، أضحى يتطلب فرقا محترفة من مختلف المتدخلين في المنظومة والاستعانة بأطقم حراس خاصين، يتمتعون بكامل صلاحيات التدخل ورصد المخالفين للقانون، مع إشراك جمعيات المشجعين في الأمور التنظيمية وولوج الملاعب والخروج منها، والإلمام بهويات منابعي المباريات..
وبات الاعتماد على بطائق اشتراك مرقمة، أمرا ضروريا، وتحديد وترقيم أماكن جلوس الجماهير، والتأكد من هوية من يشغر كل كرسي في المدرجات، وتوسيع دائرة المنخرطين وإتاحة ذلك لفئات عريضة من المحبين عبر تخفيض تكاليف الاشتراك، كما أن ضبط عمليات ولوج القاصرين تشكل خطرا محدقا، بحكم تسخير هذه الفئة من الجماهير من طرف ذوي النيات الخبيثة، وتجييشها لإثارة الشغب، والتهييج وزرع الفتنة، وبالتالي ضرورة التعامل بحزم مع هذه الفئة وإجبارية مرافقة القاصر مع ولي أمره والتأكد من هوية الأخير وإشعاره بمسؤولياته في حال صدور أي فعل خارج عن القانون من القاصر..
المقاربة الاستباقية، والتواصل بين كافة المتدخلين في المنظومة الرياضية، أضحى ركيزة أساسية لإنجاح التظاهرات والمباريات الرياضية، كما أن المعاملة مع الجماهير وجب فيها الاحترام المتبادل وصيانة كرامة الساهرين على الأمن والمتفرجين..
المسؤولين عن لجان الانضباط والعقوبات، وجب فيهم التحلي بالحيادية والمصداقية، وعدم الكيل بمكيالين، وتفضيل جمهور نادي على النوادي الأخرى، وجعل هذا الجمهور يعتبر نفسه فوق الاعتبار والقانون، وهو ما يزرع الحقد والفتنة بين جماهير الاندية، ويسفر عن ردات فعل قوية عادة ماتنتهي بأحداث شغب وعنف متبادل، وتخريب ممتلكات خاصة ومرافق عمومية، وتسويق صورة قاتمة عن الجمهور المغربي والتنظيم الرياضي بالبلاد.