ثقافة و فنكتاب الآراء
ذ الباحثة ترية أعربان تكتب : شعر اسماعيل زويريق نظم على وتر التربية الهادفة و القيمية

الانتفاضة الثقافية
يصدق في حق الشاعر اسماعيل زويريق قول الشاعر أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا… كاد المعلم ان يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
بعد عطاء تربوي متميز شهدت به الاجيال والمؤسسات التي لقن تحت سقفها دروسا مائزة، المعلم المسؤول الرجل المعطاء الصادق الغيور على مهنة شريفة كتعليم وتكوين الأجيال، ها هو اليوم معلم في جبة الشاعر المتألق إسماعيل زويريق، يطلق العنان لقلمه السيال من خلال دواوينه الشعرية، وكتاباته المتنوعة، حتى يمرر دروسا قيمية، لأنه شاعر يشعر ويشعر ويكشف اسرار الكون بملامسته الخيال حتى يسمح لدفقته الشعورية ان تشخص الواقع وتحلم برسم صورة للكون مرغوب فيها لأجيال وأجيال .

لقد كان الأدب وخاصة الشعر وظل وسيبقى الموجه التربوي الأول للشعوب، والحامل مشعل الوظيفة التربوية الحقة، لأنه يعبر عن المخبوء في النفوس البشرية، ويلقن الدروس الهادفة والبناء، وهذا ما أبان عنه شعر شاعرنا المتميز إسماعيل زويريق حين ينشد بلغة التربية، ويتألم على واقع ضاعت فيه العديد من القيم، وغابت فيه الكثير من الأخلاقيات، ويرسم خريطة لعالم يسود فيه ما تتوق إليه نفس الشاعر الشاعر : “وهو غير ما يعيشه..
لهذا يطلق العنان للبوح هروبا من صمت لا يأتي إلا بما يملأ الاطلال نعيبا “حسب تصريحه في إحدى حواراته مع الصحافة”. .
لقد سخر إسماعيل زويريق شعره لخدمة الأجيال والناشئة ناشدا تربيتهم على روح المواطنة الحقة والمسؤولة وتشرب القيم السامية ومساعدتهم على اكتساب كفايات لغوية، وتوسيع مداركهم من خلال مساندته لمنهاج اللغة العربية، هذا الشاعر المعلم الحق الذي استشعر الدور الريادي للنص الشعري، وللقصيد في توسيع مداركهم ، وإغناء رصيدهم المعرفي والقيم، وفي هذا الإطار حضرتني بعض الشواهد التي تصب في فلك الوظيفة التربوية للشعر، ماجاء في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه : “إن عبد الملك بن مروان قال لمؤذب ولده : روهم الشعر ! روهم الشعر! يمجدوا ويحمدوا “والمجد والحمد إنما أتيا من القدرة على الحديث وانطلاق اللسان .
وكذلك ماروي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :”رووا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم ” لأن حفظ الشعر وروايته يساهمان في استقامة اللسان وانطلاقه في الحديث , ناهيك عن القيم المضمونية التي تحكم جوانبه الدلالية هكذا أرى الشعر عند السي اسماعيل المعلم في جبة الشاعر الذي له الريادة في تنمية الدوق الفني وصقل دائقة القراء وجعلها قادرة على تلمس مواطن الجمال.
