ثقافة و فنكتاب الآراء
ذ الأديبة و الإعلامية أمينة حسيم تكتب :”سفر إلى أرخبيلات السحر والجمال في تجليات إسماعيل زويرق الشاعر والإنسان “

الانتفاضة الثقافية
بقلم. : ذ: مينة حسيم
الجزء الأول:
ليس في “موسم الورد” فقط يمكن أن نتحدث عن عطر الورد، وليس في “موسم الورد” فقط يمكن أن نستمتع بجمال الورد، وليس في “موسم الورد” فقط يمكن أن نستشعر عذوبة الورد، ذلك أن الورد الذي سنتحدث عنه في هذه الفسحة الزمانية المكانية، التي وهبها الله لنا وسطرها في لوحه المحفوظ بكل عناية ورعاية،تشمل موسما لاحدود له ولامنتهى، موسم بعيد المدى،ومشرع الأفق نحو زمان لايعرف مداه إلا خالق الكون العلي العظيم، ورد يتفتح في كل الأزمنة والأمكنة بألوان جميلة رائعة،بل فائقة الجمال والروعة، قوية العطر نفاذة العبق، بألوان ساحرة ، وتشكيلات آسرة،حتى لتخال نفسك في أرخبيلات تتفرد الواحدة عن الأخرى في صيغ الرونق والبهاء ، أو في جنة من حلم، أو روضة من عالم له أطيافه الغارقة في سحر البيان وجمال اللفظ والكلام ،لتجد نفسك طائرا ليس كطائر الأرق، ولكن كطائر الألق الذي يحلق بجناحيه في سماء الالتماع والبهاء الذي يجذب الناظرين إليه كلما امتد الطرف نحو الأعالي، وكلما هبت الروح تطلب فسحة من الرضى والأمن والسكون، وكلما اشتاقت الدواخل إلى ومضة إشراق تنجلي معها لواعج القلب وتذوب معها أشجان الفؤاد…
تسكنني مشاعر شتى، وتتقافز الأحاسيس نحو التعبير بما يليق باسم عرف كيف ينقش حروفه من ذهب أصفر لامع على صفحة التاريخ الشعري بكل سمو وشموخ، اسم عرف كيف يجسد ذاته في سجل الخالدين على مستوى المبنى الفصيح والمعنى المليح، في إباء وكبرياء ممزوجين بإنسانية باذخة، وتواضع ينبئ بالبذرة التي عرفت مستقرها من غير تكلف أو تصنع أو ما ترمي إليه شبيهات هذه المفردات التي ليس لها أي محل من الإعراب في حياة عميد الشعر المغربي، الشاعر الفذ الحاج اسماعيل زويريق.
الحديث عن هذه الشخصية يحيلك بدافع القوة وليس بدافع العاطفة إلى الحيرة والارتباك، بل إلى القلق والتوتر الوجداني أحيانا، ذلك أنك ستقف مرتبكا للحظات، وستقلب النظر عدة مرات، وستقف كذلك مشحونا بأسئلة شتى، هل ستتطرق إلى الحديث عن إسماعيل زويريق الشاعر؟، أو الحديث عن إسماعيل زوريق الرسام التشكيلي؟، أو إسماعيل زويريق الإنسان؟، او اسماعيل زويريق شاعر الرسول؟، أو اسماعيل زويريق الإطار التربوي؟،أو إسماعيل زويريق العصامي الذي انبثق من رحم ثان غير الرحم البيولوجية التي أخرجته للوجود، وليدا أطل على الكون ببضع صرخات كما يفعل الباقون الذين يشاء الله لهم أن يخرجوا إلى هذه الحياة بصورة طبيعية بعد تمام التسعة أشهر، ويستقبلونها بصراخ لا يعرفون سببه ولايدرون كنهه إلا بعد مضي أعوام وسنوات؟ ،أو اسماعيل زويرق رب الأسرة الذي غرس في أبنائه وأسباطه حب الكتابة شعرا و نثرا، وفتح أعينهم على عالم الإبداع والجمال من أي باب شاؤوا يدخلون آمنين مطمئين.
