كتاب الآراء

سرطان اغتصاب الاطفال والمحارم يستفحل في جسد الوطن فاين الدواء؟

الانتفاضة

©المصطفى بعدو

إن تفشي ظاهرة اغتصاب الأطفال في المغرب هو أمر مقلق ومؤسف، وتحتاج إلى معالجة جذرية من قبل الدولة التي تسهر على أمن وسلامة الوطن والمواطنين، و يجب عيها اتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة هذه الجريمة ومعاقبة المجرمين بأشد العقوبات الممكنة، والضرب بيد من فولاذ على كل من سولت له نفسه التعدي على حرمات العباد،  وبالمثل،  يتعين على المجتمع المغربي بصفة عامة، وعلى الأسر والمدارس بصفة خاصة، التحسيس بأهمية حماية الأطفال وتوعية الناس بخطورة هذه الجريمة وأثرها السلبي على حياة الأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الدولة العمل على تحسين نظام العدالة في المغرب وتعزيز دور الشرطة والقضاء و النهوض بالمجال الامني والعدلي والحقوقي، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا وأسرهم،و معالجة  جميع العوامل المؤدية لهذه الظاهرة، والعمل على توفير بيئة صحية وآمنة للأطفال، وتثقيفهم بشأن حقوق الأطفال والحد من العنف والإساءة إليهم.

ولا يخفي على أحد أن هذه الأفعال الإجرامية المشينة لم يكن يعرفها المغرب في القديم وحتى خلال السنوات القليلة الأخيرة ولكن بوادر هذا الانحطاط الأخلاقي بدأ ينخر كمرص فتاك في مجتمعنا المغربي ، ومنها ظاهرة اغتصاب المحارم

و للأسف، تزداد حالات الاعتداء على الأطفال في المجتمعات بشكل عام، وتحدث هذه الأفعال الإجرامية في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في المغرب. وقد يكون من الصعب التأكد من وجود هذه الأفعال في المجتمع المغربي في الماضي بسبب الصمت الذي كان يلف العديد من هذه الحالات وعدم تسجيلها رسمياً.

وبالنسبة لظاهرة اغتصاب المحارم، فهي تعتبر جريمة جنسية وإجرامية خطيرة ومرفوضة في جميع المجتمعات،ويتم تحريم هذه الأفعال النهائية في الدين الإسلامي الحنيف، ويتم معاقبة المجرمين بأشد العقوبات الممكنة في النظام القضائي المغربي.

و لمكافحة هذه الجرائم الشنيعة، يجب على المجتمع المغربي تعزيز التوعية والتثقيف حول حقوق الأطفال والوعي بالأضرار التي تلحق بهم في حال تعرضوا للإساءة والإيذاء الجنسي. كما يجب على الدولة المغربية تشديد الرقابة و تطبيق العقوبات الرادعة والصارمة للمجرمين المتورطين في هذه الجرائم، وتحسين آليات الإبلاغ والمساعدة والدعم اللازم للضحايا وأسرهم.

فحسب رأي المحللين وخبراء علم النفس والاجتماع والتربية, يرون أن تفشي هذه هذه الظاهرة واستفحالها في  المجتمع المغربي، ترجع أسبابها الى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.،وتعتبر هذه العوامل من أهم الأسباب المحتملة لزيادة هذه الجرائم :

1- انعدام الثقافة الجنسية:حيث أن الكثير من الأسر والمجتمعات في المغرب لا يتحدثون عن الموضوع بصورة مفتوحة، مما يؤدي إلى عدم وعي الأطفال بخطورة الموضوع وكيفية الحماية منه.

2- العنف الأسري:إذا كانت العائلة تعاني من العنف الأسري، فقد يتعرض الأطفال للعنف الجنسي من قبل أفراد العائلة أو أقاربهم.

3- الإدمان:قد يؤدي الإدمان على المخدرات أو الكحول إلى زيادة احتمالية الاعتداء الجنسي على الأطفال.

4- عدم وجود قوانين صارمة:قد يؤدي عدم وجود قوانين صارمة وعقوبات قاسية ضد مرتكبي هذه الجرائم إلى زيادة احتمالية ارتكابها.

5- الثقافة السائدة:قد تؤدي الثقافة السائدة التي تعزز السلطة والقوة إلى زيادة احتمالية الاعتداء الجنسي على الأطفال.

6- الفقر والتشردا لذي يؤدي إلى زيادة الجريمة والعنف في المجتمعات.

7- الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، التي قد تؤثر على تشكيل قيم ومعتقدات المجتمع.

8- التمييز الجنسي ضد الفتيات، والتي قد تؤدي إلى تشكيل قناعات خاطئة حول الجنس والعلاقات الجنسية

واسئلة كثيرة حول الأسباب الحقيقية وراء تفشي هذه الظاهرة في المغرب، وخاصة في مجتمع محافظ ومتدين،

في النهاية، يجب على المجتمع المغربي بكل مكوناته وأطيافه، أن يتحرك لمكافحة هذه الجريمة المشينة، ويعمل على إيجاد حلول شاملة لحماية الأطفال وتأمين مستقبلهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى