الانتفاضة
رغم صعوبة اللحظة ورغم الاحساس بالمرارة والألم وحتى اليأس!! الذي يشعر به الكثير من المناضلين والمناضلات وكل المتعاطفين مع حلم انبتاق يسار ديمقراطي قوي وموحد يستجيب لحاجة موضوعية وضرورة تاريخية ومجتمعية تتطلب وجود بديل سياسي يدافع عن الديمقراطية الحقيقية ويقف في وجه الاستبداد والسلطوية ، ورغم المخاطر والصعوبات التي تنتظرنا جميعا بعد ذلك الثلاثاء الاسود الذي بدد كل التراكمات والانجازات التي تحققت مند 2007، ورجعنا للمربع الاول، وهذا ما كان يتطلع اليه المخزن الذي لا يريد لفيدرالية اليسار الديمقراطي ان تشكل ذلك البديل، وهي التي كانت حاضرة في قلب الحركية الاجتماعية السياسية والنضالية للشعب المغربي، وتتوفر فى على كل المقومات الأساسية من فكر تحرري ومواقف سياسية صارمة وحازمة ضد الفساد الاستبداد ونزاهة واستقامة مناضليها وقادتها ، صحيح لقد ورثنا مشاكل الماضي بكل ما يحمل من سلبيات وأمراض ، وصحيح ان الفكرة الوحدوية لم تتجدر ولم يتم تأصيلها ،لكن هذا لا ينفي نقاط الضوء الكبيرة وما عشناه من لحظات تعاون وتضامن وعمل مشترك بل وجدنا انفسنا في لحظات سياسية وحقوقية قاسية في مركب يصارع امواج عاتية متضامنين يدا في يد ، ندافع عن بعضنا البعض،يجب ان لا ننسى ذلك وان نكف على مواصلة النزيف ،واهم من يعتقد انه سيخرج رابحا من هذه الأزمة ،الجميع سيتضرر من شظاياها المتطايرة والجميع سيؤدي الثمن ،
ان هذا التاريخ المشترك وهذا الحلم المشترك يجب ان نصونه ونحافظ عليه وان نحول لحظة الأزمة الى لحظة تأمل وتفكير وان نتمسك فيها باخلاقيات وسلوكيات اليسار المناضل وان نرفض كل تسفيه اوطعن او تجريح بل يتوجب أن ندير اللحظة بعقلانية تستحضرالمستقبل، وان نقف في وجه فئة تريد لاسباب ذاتية مرضية جرنا لنتحول الى سرك وقصص خصومات تنهل.من قاموس التخلف والانحطاط ، ورغم الاختلافات والافتراقات والمصاعب التي ستواجهنا جميعا والتي فاجأتنا والتي قد تكون صعبة وشاقة علينا جميعا،، فالمطلوب ان نحافظ على كل ما هو جميل ومشرق ، فحلمنا لن يموت ، وقدرنا ان نحمل صخرة سيزيف من جديد ، فرجاءا من الجميع ان ينتصر ا للعقل و الحكمة وان يسمحو لنا على الاقل ان نجتاز لحظة الحزن هذه بدون صراخ وبدون شتيمة وقبح.
منقول عن صفحة رشيد الادريسي
زر الذهاب إلى الأعلى