كتاب الآراء

خبير الصحة النفسية محمد السيد يكشف أسرار تربية الأبناء في ظل التحديات المعاصرة

الانتفاضة

عبد اللطيف سندباد

كشف خبير الصحة النفسية الباحث المصري محمد السيد الكثير من الحقائق والأسرار  التي تحيط بتربية الأبناء وكيفيات تشكيل شخصياتهم في ظل التحديات المعاصرة، موضحا أن قيم الايجابية، والقدرة على التنظيم، والتسلح بالحكمة، والارتواء العاطفي، وتحمل المسؤولية، دوائر خمس لا مندوحة  للآباء والأمهات والمربين من القبض عليها وتربية الأبناء عليها، وأوضح  في محاضرة جماهيرية، ألقاها أمس السبت 5 مارس 2022 بمراكش نظمها مركز إكلير باعتماد من الأكاديمية الكندية للتدريب والاستشارات تحت عنوان: ” كيف نربي أبناءنا في ظل تحديات العصر الحديث؟ ” أن خارطة الطريق في تربية الأبناء تكمن في تمكينهم من الأدوات والآليات، والقيم والمهارات الحياتية، الكفيلة بمواجهة الضغوطات وتحديات الحياة المعاصرة، مشددا على ضرورة البدء من ترويض عناصر الأسرة لأنفسهم قبل ترويض أبنائهم، وأن بيئة سليمة خالية من الخلافات والصراعات، وكذا القدوة الأبوية الراشدة، وعدم اختزال الأولاد في شخصية الآباء، وعدم المبالغة في المخافة عليهم … رهان مركزي لتوطيد علاقاتهم بأبنائهم على نحو صحي وايجابي ومنفتح على العصر، كما أن استخدام أساليب الاقناع في الجواب على تساؤلاتهم الوجودية والمعرفية، وإتاحة الفرص و الخيارات أمامهم بدلا من التحكم والتوجيه، واستخدام تقنيات الثواب والعقاب من شأنها صناعة التهذيب الإيجابي، واقتدارهم على مواجهة ضعف الثقة بالنفس، والتفكير السلبي، والاحساس بالضيق والعجز، والفراغ العاطفي، والشعور بالملل وغيرها من الاحباطات التي يتعرض لها الأطفال يوميا.

ودعا أخصائي السلوك الإنساني الآباء والأمهات إلى مقاربة قضايا تربية النشء بعقلية متجددة منتجة للأفكار الايجابية، ومساهمة في ترسيخ مبدأ التوازن الطبيعي والمنطقي بين واجبات الأبناء وحقوقهم دون تغليب أحدهما على الآخر، كما حض الأمهات والآباء على التركيز على الايجابيات في توصيف شخصيات أبنائهم بدلا من الوقوف على السلوكيات السلبية، والعمل على الإطراء الصادق على سلوكاتهم العفوية بدلا من نهج أسلوب الانتقاد واللوم والمقارنة الهدامة،

هذا وشدد الاستشاري النفسي محمد السيد على ضرورة تقوية المناعة الشخصية للأطفال وارواء احتياجاتهم النفسية والمعرفية ..، وتمكينهم من الولوج إلى عصرهم بسلاسة من خلال بوابات عدم الترحاب والقناعة بالمهارة الواحدة، واعتبار التخصص الواحد والوظيفة العمومية من شأنها عدم التمكين الجيد لمستقبلهم على نحو آمن ومريح، وأن الاعزاز بالهوية العربية الإسلامية، وتقوية الشعور بالانتماء الوطني، والتمسك باللغة الأم، وإجادتها منذ الصغر، واستشعار الرقيب الداخلي، والانفتاح على الحداثة من موقع التشبع بالقيم الداخلية وعدم التنازل على المبادئ هي الخارطة الكفيلة بصنع جيل من البنات والأبناء المقتدرين على إحداث التغيير وصناعة النهضة. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى