السلطة الرابعة

جماهير وجمعيات حقوقية تحمل مسؤولية الاقصاء من المونديال لعضوين جامعيين تاجرا في تذاكر المباراة وتطالب بمحاسبتهما والمتورطين معهما

الانتفاضة – أبو عبد الله

حمَّلت العديد من الجماهير المغربية المساندة للمنتخب المغربي، وجمعيات حقوقية، مسؤولية الإقصاء من دور نصف نهائي كأس العالم “فيفا قطر 2022”، لعضوين جامعيين خانا ثقة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وقاما بالمتاجرة في آلاف التذاكر المجانية التي وفرها الجهاز الجامعي لجمهور الأسود،  داعين لخوض حرب لاهوادة فيها ضد الفساد والريع والرشوة ونهب المال العام وإرساء أسس دولة الحق والقانون وجعل المغاربة يثقون في مؤسساتهم ويفتخرون أمام العالم بمنجزات بلدهم على مستوى التنمية والعدالة والديمقراطية.

وعانت الجماهير المغربية المتواجدة بالدوحة القطرية ومعها تلك التي تنقلت على مثن طائرات الخطوط الملكية المغربية لمساندة منتخب كرة القدم وتشجيعه لإكمال الحلم، الأمرين، حيث قضى بعضها ليلتين بيضاوتين، في ظروف أشبه بالمأساوية،  معانين الحوع والعطش وتحت رحمة السماء بين برودة ليل وأشعة شمس نهار حارقة، تسببت للعديد منهم في انهيارات عصبية وارتفاع ضغط، فيما كان نصيب الآلاف منهم الاحتجاز بقاعة مطار الدوحة، بسبب عدم توفرهم على تذاكر الدخول للملعب، في حين تم منع سبع طائرات أخرى من الإقلاع من مطار الدار البيضاء ما خلق جوا من الاحتقان في صفوف زبناءها بعد حرمانهم من حق تشجيع منتخبهم والوقوف شاهدين على تحقيق إنحاز كان حتى وقت قريب يعتبر “أضغات أحلام”.

وروج العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لفيديوهات وصور ومكالمات هاتفية وثقت تورط عضوين جامعين الأول من الدار البيضاء والثاني من آسفي، ومعهما بعض من المتحسرفين ممن يوصفون ب”عيشي عيشي” وهم يتاجرون بتذاكر المباريات في السوق السوداء حيث بلغ سعر التذكرة الواحدة مابين 600 و 900 دولار،  مايوحي بانعدام حس الوطنية وثبوت خيانة الوطن في حق هؤلاء.

إلى ذلك أشارت العديد من الجماهير المتواجدة بقطر، أن عملية توزيع حولي 15 ألف تذكرة مجانية وفرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تشتم منها رائحة فساد وشابتها خروقات جمة، عنوانها الزبونية ومحاباة الحسناوات و”المهثرات” لأهداف لا أخلاقية صرَّف خلالها من أوكلت لهم مهام توزيعها كبتهم الحقير، قبل أن يعمدوا لإشعال السوق السوداء وتحقيق أرباح مالية كبيرة.

وطالبت العديد من محبي المنتخب المغربي ومعهم الجمعية المغربية لحماية المال العام، بفتح تحقيق نزيه وشامل وسريع حول هذه القضية وحول ماقيل وما تم تداوله من أخبار تتعلق بشبهة استفادة بعض البرلمانيين والمنتخبين وبعض الصحفيين وذوي الحظوة من المال العام ومن امتيازات متعددة لحضور بطولة كأس العالم بقطر، وأن الأمر يتعلق بممارسات منافية للقانون والأخلاق وتشكل ضربة للمجهودات المبذولة والنتائج المحققة لحدود وتنغص على المغاربة فرحهم ووقوفهم خلف منتخبهم الوطني فضلا عن كون تلك الممارسات المشينة تضر ضررا جسيما بسمعة المغرب خارجيا، ومواجهة هكذا ممارسات بشكل حازم ومحاسبة المتورطين المفترضين في هذه الفضيحة.

وكان المنتخب المغربي قد انهزم أمس الأربعاء 14 ديسمبر 2022، في دور نصف نهاية كأس العالم “فيفا قطر 2022” أمام نظيره الفرنسي بهدفين لصفر، أمام حضور جماهيري فاق 62 ألف متفرج، فيما حُرم الآلاف من المناصرين من حظور هذه المباراة بسبب المتاحرة في التذاكر في السوق السوداء من طرف بعض الأعضاء الجامعيين ونواب للأمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى