الانتفاضة/المصطفى بعدو
*****
تقبل عليك الاحزان فجأة دون سابق انذار،
تقتحم خلوتك وتقلق مضجعك،
تنذرك باعصار قادم اليك، سيكتسح كل شيئ،
غير ابه بالجثث المتراصة على جنباته،
اللهم الامن لمحة غرور تمر كالبرق الخاطف من عيونه الشجزراء..
جلست المسكينة على تلك الصخرة الكبيرة،
وصوت الفراغ القاتم يحضن جسدها المريض،
ترتشف آخر قطرة من كأس مزاجه من حنظل..
اخذت تجر اذيال الآلام فضيعة،
ورجلاها لاتكادان تحملانها من هول الصدمة،
ولايسمع إلا اصواتها اللاهتة المتلاحقة…
صوت القطار وهو يرحل قبل موعده المعلوم،
مخلفا وراءه بكاء الصبية على رحيل الآباء،
يتعالى اصواتهن في نواح وهن يلطمن خذود البحر الهائج،
و يعاتبنه ويسألن عن مصير الرجال والابناء..
كانت الأم المسكينة تحمل قاتلها في الأحشاء
ورفيقها الارق والسهر والسهاد
متى كان الأبناء يأمي أعداء
متى كبر فرخك واصبح يضرب ويغتصب الإيماء
تبا لحياة كهذه يغتصب فيها الحياء
ولأرض كهذه يسكنها الغوغاء
ولوطن كهذا، في تربته النقية ينبث الزرع المشؤوم..
يتبع…