بحث حول مشروع البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة

هيلان محمد الجزء الأول
اولا لنقدم للمتابعين والمهتمين بالشأن المحلي لمدينة الصويرة المفهوم والغاية من البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة.
قد حرص جلالة الملك على متابعة الورش الكبير المتعلق بتأهيل وتثمين المدن العتيقة والتي من بينها مدينة الصويرة التي استفادت من هذا المشروع المولوي الذي يهم 26 مشروعا ترتكز بدورها على أربع محاور رئيسية:
1/ تأهيل المجال العمراني،
2/ ترميم وتأهيل التراث التاريخي،
3/ تعزيز الولوج إلى الخدمات الاجتماعية،
4/تقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة العتيقة للصويرة،
وإنطلاقا من دفعة ملكية قوية للبرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة في أفق 2019-2023 مع تخصيص غلاف مالي يقدر ب300 مليون درهم.
وفي نفس السياق هناك أربعة مشاريع مندرجة في إطار البرنامج تهم ترميم السور التاريخي للمدينة العتيقة، وترميم وإعادة الاعتبار لبرج باب مراكش، ومعالجة البنايات المهددة بالانهيار، وترميم سقالة الميناء، فيما توجد سبعة مشاريع أخرى، مندرجة في إطار نفس البرنامج، تتعلق بتأهيل تعاونية دار العرعار، والكنيسة البرتغالية، وبناء المركز الصحي درب لعلوج، ومركز لمحاربة الإدمان، ومركز للتعليم الأولي، والهدم الكلي أو الجزئي لـأكثر من 123 بناية، مع وترميم بعض الزوايا.
وأيضا هناك 15 مشروعا يتعلق بتهيئة ساحات شريب أتاي والرحبة وساحةالفنانين، والملاح 1 و2 القديم، ومواقف السيارات بباب دكالة والميناء، وتأهيل كنيس صلاة الكاهل، وقيسارية الصياغين، وإصلاح وتأهيل أربع سقايات، وبناء مأوى للشباب، وتأهيل وتهيئة ثلاثة مسارات سياحية، وخلق نقط الإرشاد السياحي ولوحات تفاعلية، وإحداث المركز السياحي للإستقبال والمعلومات، وتقوية شبكة الإنارة العمومية.

وبإختصار شديد إن ما أشير إليه أعلاه هو ما يرمي اليه البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة التي تعتبر نافذة للمغرب من مختلف جهات القارات منها: إفريقيا، وأوروبا ثم أمريكا.
وقد كان برنامج إعادة تأهيل المدينة العتيقة بالصويرة الذي تنخرط فيه عدة فعاليات وقطاعات حكومية على رأسها وزارات الداخلية والثقافة والاتصال والأوقاف والشؤون الإسلامية والسكنى وسياسة المدينة ، والمجلسين الجماعي والإقليمي للصويرة، بالإضافة إلى مجلس جهة مراكش آسفي، يمتد على مرحلتين قبل أن يتم التوقيع في 22 أكتوبر 2018 أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الاتفاقية الإطار المتعلقة بالبرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة بالصويرة، التي تهدف إلى تحسين وتعزيز جاذبية هذه المدينة.
وقد قامت الشركة المفوض لها الترميم والإصلاح ، بموجب هذه الاتفاقية، بترميم عدد من الأبواب التاريخية وسور المدينة وفضاءات أخرى، ليبدأ مسلسل التأخير والتماطل وعدم الاحترافية والدقة في الأشغال الموكولة لها بإعتبار ان هذه الشركة لها طابع البناء التجاري بالنسبة للمباني العصرية المخصصة غالبا للسكن الاقتصادي، وقد وتعتبر الشركة غير مؤهلة لتجديد النسيج العمراني حيث ساهمت في تشويه التراث اللامادي والبنية التحتية.
وفي غياب للمواكبة والتتبع وعدم التنسيق والتواصل والتكامل بين الشركاء بما فيهم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، من المرجح ان يفشل هذا المشروع بالصويرة اذاما لم يتم تدارك الأخطاء من قبل المسؤولين المحليين وضرورة تنبيه الشركة المكلفة بالترميم والإصلاح لتسلك إستراتيجية التنسيق مع مختلف الجهات الحكومية القطاعات والمؤسسات والمنتخبة على غرار ما قامت به الوكالة الوطنية لتأهيل المباني في فاس وطنجة وسلا وغيرها من المدن.
يتبع