سياسية

بتقاربات مع روسيا والصين وبريطانيا..المغرب ينوع شركاءه من خارج أوروبا!

الانتفاضة

رغم التطورات التي تعرفها علاقات المملكة مع ألمانيا وإسبانيا، نتيجة مواقفهما المعادية للوحدة الترابية، والتي برزت بشكل علني، منذ اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه، فقد عملت الرباط خلال السنوات الأخيرة على تنويع شركاءها من أجل تعزيز علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع دول، مثل الصين وروسيا وبريطانيا.

في خطابه الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لثورة الملك والشعب سنة 2014، قال الملك محمد السادس أنه “إذا كان المغرب يحتاج لبعض الجهود فقط، لمواصلة السير بخطى واثقة، للانضمام إلى الدول الصاعدة، فإن سياسة الانفتاح الاقتصادي قد عززت مكانته كمحور للمبادلات الدولية”، مؤكدا أن ذلك ما تعكسه الشراكات المثمرة، سواء مع الدول العربية، وخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي، أو مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يعد المغرب ثاني مستثمر بإفريقيا”.

وبعد مرور سنوات على سياسة الانفتاح الذي نهجها المغرب، بتنويع شركاءه التقليديين من خارج دول الاتحاد الأوروبي، جنت المملكة ثمار تغييرات مهمة طرأت على مستوى استراتيجيته الدبلوماسية، وهي تغييرات مكنتها من فرض نفسها على الصعيدين الاقتصادي والسياسي سواء بالقارة الأفريقية، أو من خلال تعزيز تقاربها الاقتصادي والدبلوماسي مع دول وازنة مثل بريطانيا.

وإلى جانب العمل على استقطاب كبرى الاستثمارات العالمية، عمل المغرب على تجسيد انتصاراته الدبلوماسية في قضية وحدته الترابية على المستوى الدبلوماسي والميداني، حيث أصبح المنتظم الدولي، اليوم، واعيا أكثر من أي وقت مضى بضرورة إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء.

وفي هذا السياق، يرى الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني، أن المغرب لاعب كبير في الدول الأفريقية وكذلك المغاربية، ويعسى دائما إلى خدمة قضيته العادلة بمغربية الصحراء، ويحاول دائما أن يجلب الحلفاء والمؤمنين بقضية وحدته الترابية من خلال الاتفاقيات الدولية، سواء في المجال العسكري أو في الاقتصادي أو في المجال السياسي.

وأوضح الداه يعقوب في تصريح لـه، “أن من بين هذه الدول الكبيرة التي حرص المغرب على تعزيز علاقاته الاقتصادية والدبلوماسية معها، نجد بريطانيا، التي رغم أنها خرجت من الاتحاد الأوروبي، فإنها حاليا تحاول أن تجد موطئ قدم عبر البوابة المغربية الكبيرة خصوصا في ظل هذه الخلفات الأخيرة لألمانيا وإسبانيا مع المغرب”.

وأضاف المحلل الموريتاني، أنه “ربما نشهد في الأيام القادمة اتفاقات اقتصادية كبيرة بين المملكة المغربية وبريطانيا، وزيارات متبادلة، وتحريك ملف مغربية الصحراء هذا الملف الذي لا تنام الدبلوماسية المغربية، عنه ولا يغمض لها جفن، وتتوالى انتصاراته السياسية في المحافل الدولية، حول هذه القضية العادلة، لذلك هذا الموقف المتأزم وغير المفهوم من إدارة بايدن بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء، بشكل صامت، ربما لا يريده المغرب، لذلك ستعمل الرباط على تعزيز علاقاتها مع بريطانيا وروسيا والصين”.

وأشار الداه يعقوب، أن “الرباط ستعزز من وثيرة نمو الاقتصاد وكذلك الاستثمار في العلاقات السياسية من أجل تحريك هذا الملف وهو مغربية الصحراء، الملف العادل، الذي تراه المملكة المغربية، بأن أمريكا تقدم رجلا وتؤخر رجلا أخرى، ولا تحاول أن تساير المغرب في هذا الملف بشكل واضح لذلك تعمل المملكة على تعزيز علاقاتها مع بريطانيا ودول أخرى وزانة، وسنشهد في الأيام القادمة العديد من الاتفاقيات المهمة خصوصا في المجال الاقتصادي وزيارات من مسؤولين بريطانيين وغيرهم إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى