كتاب الآراء

المغرب أصبح رقما عصيا،لن تفلح معه الحملات المغرضة

الانتفاضة

بقلم : ذ محمد السعيد مازغ

لم تعد تخفى على أي متتبع للشأن الدولي، المؤامرات التي باتت تستهدف استقرار منطقة المغرب العربي بصفة عامة، والمغرب من الدول المستهدفة بشكل كبيرا نظرا لمجموعة من الاعتبارات. 

 إن ما يحاك ضد المغرب من مكائد، وما يتعرض له من حملات مغرضة، واستفزازات ليست سوى جزءا من المخطط الذي يستهدف استقرار المغرب وأمنه، كما يرمي إلى تعطيل مسلسله التنموي، وتقزيم الأدوار التي  أصبح يلعبها قاريا، و كانت بعض الدول وضمنها فرنسا وألمانيا تحتكرها لذاتها دون منافس قوي. 

اما الجارة الجزائر، فقد طار لبها، وهي تتلقى الصفعات المغربية تلو الصفعات، و الهزيمة السياسية تلو الأخرى، مما جعل طغمة الحكام العسكريين الحاكمة تعمل جاهدة على تصريف الأزمة بافتعال التوثر في المنطقة ، والادعاء بأن المغرب هو العدو الذي يسعى إلى زعزعة استقرار الجزائر ، والتدخل في شؤونها الداخلية، وبذلك وظفت مجموعة من الآليات من أجل إقناع الرأي العام المحلي وتكليبه ، وإيهامه أن المغرب هو الخطر القادم والمسؤول الرئيسي عن الاختناق الاقتصادي، و الاضطرابات الاجتماعية ، وعلى التراجعات التي تشهدها مختلف الأصعدة.

أزيد من أربعة عقود، والمغرب يتلقى الضربات من الجزائر على مستوى تمويل البوليساريو واستضافته والتكلم بلسانه في الملتقيات الدولية، ولم تتوقف خلال هذه العقود من تكرار سمفونية  حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وعن تصريف أموال الشعب الجزائري في تمويل عصابة البوليساريو، وتسليحها، وإرشاء الدول من أجل كسب المزيد من التأييد، وغيرها من المظاهر المسيئة التي أثارت حفيظة الشعب الجزائري، ودفعته للخروج والتنديد بسياسة الفساد.

ظل المغرب حريصا على ألا ينجر إلى ما تخطط له الجزائر، وفي ذات الوقت يؤكد على أنه لن يفرط في شبر من أرضه،وأن أخلاقه لا تسمح له بالتدخل في شؤون الآخرين، ودعا غير ما مرة، إلى حوار مغربي جزائري، لحل المشاكل العالقة، وإطفاء نار الغضب الذي كان سببا في تعطيل وحدة المغرب العربي.

المغرب اكتفى لأزيد من أربعة عقود بالدفاع عن نفسه بطرق دبلوماسية، متجنبا سياسة التصعيد، والمعاملة بالمثل، ولكن وكما يقال :” للصبر حدود”، أو كما صرح وزير الخارجية رسميا للعالم ،أن مغرب اليوم، يختلف عن مغرب الأمس، وأن “السن بالسن، والبادي أظلم”. 

كانت المذكرة التي وزعها السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال عقب تدخل وزير الخارجية الجزائرية الذي طالب في مداخلته أمام الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز بتصفية الاستعمار في إشارة إلى المغرب وصحرائه، كانت مذكرة عمر هلال بمثابة قنبلة فجرت صرح الطغمة الحاكمة علما انها مجرد تلميح بسيط، يضع الجزائر بين خيارين ،اما ان تكف عن التدخل في الشأن المغربي، والا ان المغرب سيتدخل بطريقته في مساعدة شعب القبايل في حق تقرير المصير، لأن من يدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، عليه ألا ينكر هذا الحق نفسه على شعب عانى من أطول احتلال أجنبي.. وإذا استمرت الجزائر في ضلالها ، آنذاك يمكن ان يتقاسم الطرفان ـ المغرب والجزائر ـ نفس المعاناة، ويواجهان نفس المصير. 

نعتقد أن الرسالة المغربية واضحة لا غبار عليها، وبدلا من أن يلتقطها الجانب الجزائري بشكل إيجابي، ويتوقف عن الحملات المغرضة التي تضر بالجزائر قبل المغرب الذي أصبح رقما عصيا، وليس من السهل الركوب عليه او ابتزازه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى