مازلت نتائج الانتخابات ترخي بظلالها الوارفة، وتجعل التساؤلات مشروعة حول التوجه الجديد للمجلس الجماعي الجديد ، ومدى نجاعة التحالف بين مختلف المكونات السياسية التي أفرزتها صناديق الاقتراع…
ـ ما هو تقييم ممثلي الهيئات السياسية التي شاركت في الحملة الانتخابية؟ ـ ما هي انتظارات الساكنة ؟
أسئلة طرحناها ـ في إطار حوار ـ على الفاعل السياسي عنترد المصطفى ممثل فيدرالية اليسار الديمقراطي بالصويرة
بداية السيد مصطفى، مرحبا بك، وشكرا على الاستجابة لطلبنا بإجراء حوار حول الانتخابات بمدينة الصويرة بصفة عامة ..، قبل أن ننطلق على بركة الله، من هو المصطفى عنترد ؟
ببساطة شديدة عنترد المصطفى إجازة في الآداب و العلوم الإنسانية أستاذ التعليم الثانوي الأعدادي ،عضو المكتب المحلي لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي بالصويرة، ناشط نقابي و جمعوي..
بعد أن هدأ وطيس الحملة الانتخابية، وصداع الدماغ في اختيار من يترأس كرسي المجلس الجماعي ، هل يمكنكم أن تحدثونا عن انطباعاتكم عن الأجواء التي مرت فيها الانتخابات بمدينة الصويرة ؟
بداية تحية تقدير لكم على دعوتنا لهذا الحوار الصحفي حول حيثيات مشاركتنا في إنتخابات 8 شتنبر الأخيرة بالصويرة،.
لا أخفيكم كون الإنتخابات الأخيرة لم ترق إلى تطلعاتنا كتحالف فيدرالية اليسار، سواء على مستوى النتائج، أو على مستوى العملية الديمقراطية، فعلى المستوى المحلي سجلنا للأسف مجموعة من الإنزياحات التي عرفتها العملية الانتخابية، بحيث كانت أجواء الحملة الإنتخابية موسومة بتفشي إستعمال المال، و كذلك عدم إحترام شروط التدابير الإحترازية التي فرضتها علينا الجائحة، ومعها مذكرة وزارة الداخلية المنضمة للإستحقاقات، بحيث إكتفت السلطة المحلية بالتفرج و الحياد، ولقد إمتد هذآ الإنحراف إلى يوم الإقتراع الذي عرف توجيها وآستمالة الناخبين عبر مجموعة من الأشكال من طرف بعض أذناب تجار الإنتخابات مستغليين وضع الإرتباك لذى كثير من الناخبين أثناء بحثهم عن أرقام مكاتب التصويت، لتزداد العملية غموضا بعد الإعلان عن النتائج الأولية في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، والتي لم يتم الحسم فيها إلا في حدود الساعة الخامسة مساء، بنتائج جديدة ..
كثيرا ما تتحدثون عن استعمال المال، وشراء الدمم، والحياد السلبي للسلطات، ولكن البعض يعتبر ذلك مجرد مزايدات سياسية ، بدليل أنكم لا تتوفرون على أدلة ملموسة تثبت الإتهام، ولم تتقدموا بأية شكاية في الموضوع ،ماهو مبرركم بأن الانتخابات لم تكن نزيهة ؟
يقول المثل الشعبي، لا يوجد دخان بدون نار، ولكن الوقوف على الانزلاقات ليس أمرا يسيرا، فهو يحتاج إلى الصفة الضبطية ، وهي صفة تدخل في إطار إختصاص الضابطة القضائية بمباشرة من وكيل الملك الرئيس الأول على الإنتخابات، وهذه الملاحظة هي حديث الشارع، والجميع يتحدث عن مجموعة من الإغراءات كالهواتف النقالة، والمال وغيرهما، ولكن وللأسف، الجميع يتحاشي الدخول في متاهات المحاكم
نقطة أخرى، نحن نعترف اننا لم نغط جميع المكاتب، ولا نتوفر على دليل مادي يسمح لنا برفع الشكاية، ولكن هي ملاحظاتنا استقيناها من الشارع، ولم تعد مثل هذه السلوكات تتداول في السر، هي حديث الخاص والعانم، وهي طبيعية ومشروعة، فحين نتحدث عن الرشوة، أو تبدير المال العام، فلا أحد من المواطنين ينفي ذلك، وفي ذات الوقت، نادرا ـ والنادر لا حكم له ـ ما تتمكن من إثبات ذلك بالملموس.
أما فيما يتعلق بالسؤال فإننا في تحالف فيدرالية اليسار كمناضلين ديمقراطيين نرفض كل السلوكات التي تضرب في العمق جوهر العملية الديمقراطية و تسيئ إليها ، ونفتخر أننا كنا ملتزمين بقواعد اللعبة الديمقراطية، من خلال حملتنا النظيفة التي إستطعنا من خلالها أن نوصل صوت التحالف الى المواطنين، رغم الإمكانات المتواضعة ،
ما رأيكم في التركيبة الجديدة للمجلس الجماعي ؟
بالنسبة للتركيبية الجديدة التي شكلت الأغلبية في المجلس الجماعى، في تقديرنا، هي تركيبة فرضتها طبيعة التحالفات القائمة وطنيا، إضافة إلى تفاهمات عاطفية وليست تركيبة قائمة على تقارب البرامج الإنتخابية المقدمة للناخبين. يبقي السؤال المطروح هو إلى أي حد تستطيع هذه التركيبة خلق إنسجام بين مكوناتها؟ وما هي السبل الكفيلة لخدمة مصالح المواطن و دمقرطة المرفق الجماعي والعمل على تنزيل المشاريع المعلقة (الخزانة البلدية- تهيئة المدينة……)
ما اهم انتظارات الساكنة ومطالبها المشروعة التي على المجلس أن يضعها ضمن أولوياته؟
إن إنتظارات الساكنة كثيرة و مستعجلة على رأسها الحق في السكن والتشغيل و الإهتمام بالبنية التحتية و تأهيل المدينة حتى ترقى إلى المكانة التي تستحق ، ولن يتاتّى ذلك إلاّ بإرادة الجميع، والتحلي بحب الوطن،
أما بخصوص موقع المعارضة فلا يبدو لنا أن هناك معارضة جدية واضحة وواعية بأهميتها في تقويم الإختيارات والتواصل الدائم مع المواطنين، هي في نظري معارضة شكلية، من الصعب أن تراوح مكانها في ظل أغلبية مريحة
ما هي في رأيكم أهم التحديات التي يمكن أن تقف حجرة عثراء في طريق المجلس الجماعي الحالي.
أعتقد أن إنخراط الجميع يشكل مسوؤل و الإلتزام الأخلاقي بالوعود المقدمة للساكنة مع وجود طاقات شابة طموحة يحترمها المجتمع الصويري، قد نترقب التغيير الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بالحرص على مالية الجماعة، وترشيد النفقات، والبحث عن موارد مالية إضافية، والإنفتاح على المجتمع المدني وتأهيله حتى يكون شريكا فاعلا في مسار الإصلاح، ولعل الآلية الديموقراطية و المحاسباتية هى الكفيلة بخلق تنمية مجالية تحتضن جميع الساكنة إجتماعيا وإقتصاديا وثقافيا…
نعرف أن مجموعة من الدكاكين الانتخابية تظهر مع الانتخابات وتختفي بعدها، هل لفيدرالية اليسار برنامجا يمكن أن تساهم به من خارج المجالس المنتخبة
طبعاً لدينا تصور العمل سواء داخل التنظيم او في قلب المجتمع المدني بمعية مجموعة من الغيورين ، سنواصل مسار النضال، مستشرفين حلم اليسار في حزب قوي يجمع جمبع الأطياف، و محليا لدينا تصور للنضال بمعية ثلة من المناضلين و الغيورين من أبناء مدينة الصويرة، وسنواكب مسيرة المؤسسات الثمتيلية للمواطنين
كلمة أخيرة
أتمنى من قلبي كل التوفيق للمجلس الجماعي الجديد في مهامه لمواجهة جل التحديات و الإكراهات المطروحة، حتى تتحقق إنتظارات المواطينين المشروعة