الانتفاضة

اللقاء الترابي الجهوي حول المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة بولاية مراكش

سعيا وراء ضمان انخراط الفاعلين الترابيين في إنجاح مشروع خارطة الطريق، واعتبارا لكون قضية التعليم تشكل صلب الرهانات التنموية بالمغرب، و في إطار المشاورات الوطنية التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول المدرسة المغربية باعتبارها فضاء للتعلم والتعايش في ارتباط وثيق بالمستوى الترابي ، وبعد مسارات التشاور العمومي على مستوى عمالة و اقاليم الجهة

احتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة مراكش يومه الجمعة 10 يونيو 2022 فعاليات اللقاء الترابي لجهة مراكش آسفي، حول المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية، والتي ترأس أشغالها السيد والي الجهة عامل عمالة مراكش، و عرفت حضور السادة عمال صاحب جلالة على اقاليم الجهة، والسيدة مستشارة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيدة عضوة وحدة الدعم بديوان السيد الوزير، وممثلين عن السلطات والمنتخبين والمصالح الخارجية للوزارات ، و السادة أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية، والسيد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وأباء وأولياء التلاميذ، والسيد رئيس المكتب الجهوي لرابطة جمعيات الاباء، وجمعيات المجتمع المدني ، وأكاديميين. بالإضافة إلى فاعلين في المجال الرياضي والثقافي والفني والاعلامي وممثلين عن القطاع الخاص.
و تمحورت أشغال هذا اللقاء التشاوري الترابي الجهوي، حول موضوع “تعليم ذي جودة للجميع” الذي يحظى بأهمية بالغة باعتباره محطة تسعى الوزارة من خلالها إلى جعل الفاعلين المحليين يتفاعلون بطريقة نسقية حول الموضوع من جهة، وكذا إثارة واستقاء مختلف الأفكار و إبراز مقترحات ملموسة التي من شأنها مواكبة ودعم مدرسة الجودة، والتوافقات المحلية المطلوبة في فضاءات للنقاش البناء والمندمج، لتحقيق ذلك من جهة أخرى.
الكلمة الافتتاحية للسيد والي جهة مراكش آسفي، أكدت أن الرفع من مستوى التعليم بمختلف مراحله وضمان جودته، والذي أكدت عليه الخطب الملكية السامية لصاحب الجلالة في مختلف المناسبات، يحتم استحضار المصلحة الفضلى للتلميذ في التنزيل السليم للمبادئ والأهداف والنتائج المحددة للإصلاح، ولبلوغ تلك الأهداف، يتم تنزيل مضامين القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بمرجعية النموذج التنموي الجديد، ووفق التزامات البرنامج الحكومي 2021-2026.
ونظرا لأهمية التعبئة والمسؤولية الجماعية يضيف السيد والي الجهة ، باعتبار التعليم شأنا مجتمعيا ، تأتي مبادرة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإعلان المشاورات الوطنية حول المدرسة باعتبارها مجالا للتربية والتعليم والتعايش في ارتباط وثيق بالمستوى الترابي، تحت شعار ” تعليم ذو جودة للجميع”، والتي انطلقت مع بداية شهر ماي بورشات للخيال الإبداعي) (Design Fiction بالمؤسسات التعليمية التابعة للمديريات الإقليمية بالأكاديمية. شارك فيها التلميذات والتلاميذ، وعبروا من خلالها عن تصورهم لمدرسة الغد التي يحلمون بها.
عرض السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش، تطرق الى مشروع خارطة الطريق الرامية إِلَى تنزيل الأوراش ذات الأولوية خلال الفترة الممتدة من 2022-2026، والتي تترجم خلاصة العديد من مسارات التشاور العمومي حول تجويد النظام التعليمي ببلادنا، من خلال، تمكين المتمدرسين من التعلمات الأساسية وضمان شروط استكمال المسار التعليمي الإلزامي، وتحفيز الأستاذ، عبر الحرص عَلَى تكوينه وضمان مساهمته فِي تحقيق النجاح الدراسي للتلميذ، وايضا توفير مؤسسات تعليمية حديثة ومنفتحة وتعزيزها بفريق بيداغوجي يتحلى بروح المبادرة.
واعتبر السيد مدير الأكاديمية ان المشاورات الوَطَنِية الموسعة لتجويد المدرسة العمومية، ارتكزت عَلَى مشاركة موسعة تتوخى مساهمة الشركاء الأساسيين للوزارة ومكونات المجتمع المدني والخبراء المهتمين بالشأن التربوي، إِلَى جانب مغاربة العالم، وَذَلِكَ فِي إِطَارِ دينامية وطنية جماعيةتعتمد عَلَى المقاربة التشاركية الموسعة، وتروم هَذِهِ المشاورات رصد الممارسات الفضلى والتجارب المبتكرة والأفكار المبدعة ذات الصلة بالشأن التربوي، واختتم عرض السيد مدير الأكاديمية بالتأكيد على كون هذه المشاورات جاءت استثمارا للذكاء الجماعي لفعاليات المجتمع المدني المغربي، وبمقاربة تصاعدية تبدأ من المؤسسات التعليمية، وهي تجربة رائدة تهدف إلى رسم خارطة طريق من أجل مدرسة المستقبل.
اما عرض السيد المنسق، نقطة ارتكاز الجهوي، فقد استعرض الأسس والمنهجية العامة لهذه المشاورات الوطنية، وأليات الاشراك والمسطحة الرقمية، مشيرا إلى اعتماد الوزارة منهجية التجريب في تنظيم هذه المشاورات، حيث انطلقت مرحلتها التجريبية، بجهة مراكش- آسفي، قبل أن تشمل باقي جهات المملكة، وأضاف أن هذه المشاورات شهدت مشاركة الأساتذة والتلاميذ وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ، في هذا الإطار تم تنظيم 80 لقاءا مفتوحا لمجال الخيال الإبداعي”، لفائدة تلاميذ المؤسسات العمومية الابتدائية والإعدادية والثانوية لتمكينهم من الإدلاء برأيهم وموقفهم، بكافة الأشكال التعبيرية، حول المدرسة العمومية التي يحملون بها، عرفت مشاركة 1200 تلميذ(ة)، و102 لقاء من مجموعات التركيز ، شارك فيها 1530 متمدرس (ة)، اما المحطة المتعلقة بالمجموعات البؤرية لفائدة الأساتذة فقد عرفت مشاركة 3375 استاذ(ة).
وأضاف السيد نقطة ارتكاز الجهوي للمشاورات، ان لقاءات المجموعات البؤرية لفائدة أمهات وأباء وأولياء التلاميذ بلغت 225 محطة شارك فيها 3375 من أولياء أمور التلاميذ.
وعلى صعيد اللقاءات الترابية الإقليمية فقد بلغت 8 لقاءات ترابية شارك فيها 540 مشارك، إضافة الى فعاليات هذا اللقاء الترابي الجهوي الذي حضره أزيد من 60 مشارك.
وخلص عرض السيد نقطة ارتكاز الجهوي ، أن هذه المشاورات، ستستمر إلى متم شهر يونيو 2022، و سيتم تقاسم مخرجاتها وخلاصاتها بعد استكمال مختلف أطوارها وقنواتها.
و قد نوهت مداخلات السادة الحضور التي اعقبت العروض المقدمة، بالعملية الإصلاحية و نجاعة المقاربة التشاركية التي تنهجها الوزارة ، إلى جانب ذلك، انفتاح هذا المخطط الإصلاحي على الأسر المغربية عبر إشراكها في العملية التربوية التعليمية وبناء جسور تواصل ناجع وبناء مع الأمهات والآباء، حرصا على المصلحة الفضلى للناشئة وإرساء لشروط ومواصفات مدرسة عصرية منفتحة ومتفتحة على محيطها الاجتماعي والاقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى