ثقافة و فن

الفيض الشعري يوافي الشاعر إسماعيل زويريق

الانتفاضة الثقافية : الحلقة السادسة

بقلم الدكتور حسن الأمراني

تناول الدكتور حسن الأمراني أحد إنتاجات الشاعر زويريق ضمن ديوانه على النهج وهي قصيدة عمر الفاروق رضي الله عنه، مستهلا دراسته بأن الشاعر قد وجد في معارضة المدائح النبوية مدخلا خصبا للتعبير عن حبه وشوقه لخاتم النبيين والمرسلين، ويعالج به ما حل بالأمة من أدواء، مما جعل ديوانه معلما بارزا وفنا يستحق الانكباب على دراسته خصوصا وأن الشاعر زويريق قد أضفى على معارضاته طابعه الخاص الذي يتفرد به عن غيره من الشعراء، والذي يتسم بالطابع المغربي، فضلا عن بروز الذات الشعرية فيه بشكل لافت للنظر.

هذا وما لبث الناقد الأمراني أن عمد إلى تحليل النصوص الموازية للديوان مستهلا ذلك بتحليل العنوان بوصفه أولى العتبات ومؤشرا تعريفيا وتحديدا للمجال الذي سيعالجه، وهو “على النهج” إذ يرى فيه بعضهم أن هذه التسمية يراد بها نهج الشعراء القدامى، لكن الناقد يرجح تأويلا آخر يتمثل في نهج السلف الصالح وليس الشعراء، مبررا تأويله بقوله: “هذا ما مالت إليه النفس أول وهلة عند قراءتي للعنوان، إنه نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم أجد إلى ذلك مخرجا ولا تأويلا إلا أن يكون الفيض الشعري وافى الشاعر أول ما وافاه وهو يحن إلى المدينة المنورة”.

ثم ما لبث أن أشار إلى أن الشاعر زويريق يتسم في نظمه بالصدق والإخلاص. وهو إن كان يعارض بعض الشعراء في تناولهم لسيرة الفاروق مثل أبو الحجاج بن يوسف البلوي المالقي(604هـ) وحافظ إبراهيم، لكنه استطاع أن يتجاوز ما نظماه معا، وإن كان قد سار على نهج الثاني، إلا أن ما أضافه الشاعر أبو عدنان يؤكد الطابع الإصلاحي المهتم بالعدالة الاجتماعية؛ أي أنه أكد على ما له طابع اجتماعي أكثر مما له طابع فردي خاص كما فعل حافظ.ولهذا فإن نظم الشاعر للقصيد ليس ترفا ولا لهوا، وإنما هي رسالة يحملها على عاتقه. ولذا فاستحضار الشاعر لسيرة الفاروق يتغيا من خلالها تحقيق مقصدية هي الموعظة والإبلاغ دون أن تأخذه في الله لومة لائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى