عين على مراكش
العشوائية ورداءة المواد المستعملة وغياب المراقبة تحول مشاريع تهيئة المدينة العتيقة مراكش لحاضرة متردية

الانتفاضة – أبو عبد الله
باتت مجموعة من مشاريع التهيئة التي تدخل في إطار برنامج الحاضرة المتجددة، تشكل خطرا محدقا على ساكنة المدينة العتيقة مراكش، إما لعدم جودتها أو للأخطاء التقنية التي صاحبت إنجازها.
واشتكى العديد من ساكنة وتجار أحياء الموقف، اسبتيين، بن صالح وباب الدباغ، بالملحقتين الاداريتين باب الدباغ وجامع الفناء، من الطريقة العشوائية التي رافقت اصلاح واجهات المحلات التجارية، وعدم جودتها وكذلك الأبواب الخشبية التي تم تركيبها لهذه المحلات والمنازل، والتي استعمل فيها التهديد والوعيد والإكراه في حق أشخاص رفضوا تغيير الأبواب الحديدية لمحلاتهم بأخرى خشبية رديئة لا تستجيب لمعايير السلامة (تمت سرقة محلات تجارية بسهولة كبيرة بعد كسر الأبواب الخشبية الجديدة) تحت دريعة “مشاريع ملكية”.
وعاينت “الانتفاضة” الطريقة العشوائية والخطيرة التي تمت بها عملية وضع الحجر اللاصق بديلا لحجر التبليط “PAVÉ” والذي لم تمر سوى سنوات معدودة على رؤوس الأصابع على إنجازه، كعملية تبدير صارخة للأموال العمومية، في حين شكل غياب المراقبة والمصاحبة التقنية للمصالح المختصة، فرصة استغلتها الشركات الموكول لها إنجاز الأشغال، لاستعمال مواد ذات جودة رديئة والاستعانة بيد عاملة غير مؤهلة، ساهمت في رداءة الأرضيات التي جرى إنجازها والتي أصبحت تشكل خطرا على المارة والمركبات، خاصة أصحاب الدراجات النارية والعادية الذين يتعرضون لحوادث سقوط بسبب وجود مطبات واختلاف في مستويات الوضع، كما أنها تشكل مرتعا لتجميع مياه آسنة وأزبال تنبعث منها روائح كريهة.
مشاريع تهيئة المدينة العتيقة مراكش ومداراتها السياحية، والتي بات العديد من المراكشيين يصفونها ب”الحاضرة المتردية” لعدم جودة الأشغال بها والطريقة العشوائية التي يتم بها انجازها والعرقلة التي تسببها وتأثيرها على الرواج الاقتصادي، أضحت “سبة” في حق المدينة الحمراء وأهلها، ستفجر لا محالة ملفات فساد وتبدير أموال عمومية والتلاعب في مشاريع تم تقديمها أمام جلالة الملك في حلة جيدة في حين أن إنجازها تم بطرق عشوائية وملتوية في غياب أي مراقبة من الجهات المختصة.