الانتفاضة
محمد السعيد مازغ
قصة أغرب من الخيال، تلك التي عاشتها أسرة صويرية، فقدت ابنها في ظروف غامضة، فتوجهت إلى أمن الصويرة من أجل التبليغ عن اختفاء ابنها ذي 15 سنة.
وحسب تصريحات والدة الضحية ،فإنها سلمت الشرطة القضائية بالصويرة صورة شمسية خاصة بابنها، والأمل يحدوها في معانقة فلذة كبدها والعثور عليه في أقرب الآجال. ولكن ما لم يكن متوقعا، هو المفاجأة التي كانت بقوة الصاعقة، يصعب على أي أب أو أم تحملها، فقد أخبرها الأمن بأن ابنها مشتبه في أن له علاقة بجريمة قتل صاحب إحدى المحلبات بنفس المدينة. وأن عليه أن يسلم نفسه، وقد صدرت مذكرة بحث في حقه.
عاشت الأسرة بكاملها مأساة حقيقية، وظلت تبحث عن ابنها في المدن والقرى دون جدوى ولا أثر.
مرت تسع سنوات من البحث والأرق والدموع ، لا تعرف الاسرة معنى لذة العيد، ولا حلو المناسبات، ولا أية أخبار تدل على مكان تواجده. وما حقيقة الجريمة التي تلاحق الابن ذي البنية الضعيفة، والسلوك الطفولي.
وتضيف الوالدة التي كانت تتحدث بحرقة لاحد ممثلي وسيلة إعلام عبر شريط فيديو بالصوت والصورة، أنها توصلت بمكالمة من الشرطة القضائية تخبرها بأنها توصلت إلى حقائق جديدة تفيد أن ابنها لم يكن هو القاتل الفعلي لصاحب المحلبة ، بل كان ضحية اغتصاب و اغتيال، وأن قاتل ابنها هو صاحب المحلبة الذي نجح في تمويه الجميع، بمساعدة أقاربه الذين أكدوا حين عاينوا جثة الضحية، أنها تعود لقريبهم صاحب المحلبة، علما أن وجه الضحية وملامحه لم تكن مشوهة حتى يصعب التعرف على صاحبها من أقرب الناس إليه، فملامحه الوجه واضحة للعيان، ومع ذلك نسبت الجريمة لغير صاحبها اعتمادا على الشهود، وعلى وجود مجموعة من الدلائل التي تثبت وجود الطفل مع صاحب المحبة لحظات قبل وقوع الجريمة.، وأغلقت القضية بعد أن اعتقد الجميع ان المقتول هو صاحب المحلبة، وأن الطفل قام بالجريمة، ثم هرب إلى مكان مجهول.
وتضيف والدة الضحية، ان الجاني الذي يبلغ من العمر 37 سنة ، بعد تسعة سنوات وشهرين ، ربَّما أنَّبَهُ ضميره، وأراد أن يتخلص من كابوس ظل يلاحقه طيلة تلك الفترة، قرر التقدم إلى الأمن، والاعتراف بارتكابه الجريمة، والتي كان ضحيتها الطفل البريء الذي لا يتعدى عمره 15 سنة. بعد تعريضه للعنف والاغتصاب،
بعد ذلك، زال الغموض عن جزء من القصة المثيرة، وتناسلت مجموعة من الأسئلة عن الجزء الأخير، الذي من المنتظر ان يكشف التحقيق القضائي عن فصوله، بعد أن أعطى السيد وكيل الملك بالصويرة أوامره بفتح تحقيق في النازلة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات ، وأيضا كي يرفع اللبس عن لغز جريمة غريبة، فتحت تفاصيلها الباب على مصراعيه لتأويلات الشارع الصويري، ونسج مجموعة من السيناريوهات المحتملة التي تقود إلى التعجيل بفك اللغز، أو السر المكنون الذي عمَّر حوالي عقد من الزمن.
زر الذهاب إلى الأعلى