الانتفاضة

الصويرة: أي أفق لشراكات جمعيات المجتمع المدني بمجالسهم المنتخبة

الانتفاضة

الصويرة : محمد السعيد مازغ

كشف شباب حي السقالة بمدينة الصويرة عن سواعدهم، بعد ان يئسوا من مجلس جماعي يتجاهل نداءات جمعيات المجتمع المدني التواقة إلى التغيير ، و تكريس فلسفة جديدة تتغيى خدمة المصلحة العامة في إطار جمعوي، على مستوى حملات تستهدف تقديم المساعدات للمشردين والمقصيين وذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع الصويري، أو تحسيس الساكنة بأهمية التبرع بالدم لفائدة مركز تحاقن الدم ، او حملة النظافة وتطهير الحي أو الأحياء من أكوام الأزبال والقادورات.. وغيرها من المبادرات التي تجد إستحسانا من طرف الساكنة، وعموم المواطنين. 

حملة النظافة بحي السقالة ،شارك فيها شباب الحي، إلى جانب الأطفال ، بحماسة وجدية كبيرين ، وبإمكانيات جد متواضعة، في غياب الدعم والمساندة من طرف الجهات المسؤولة ، وأيضا المؤسسة المعنية بالنظافة، الشيء الذي يجعل السؤال مشروعا حول الخلفيات وراء تعمد تجاهل المجلس الجماعي التجاوب مع مثل هذه النداءات التي ترمي إلى تحويل حي سكني وصناعي بمدينة الصويرة من منطقة طالها التهميش، وأغرقتها الأزبال والرمال والرطوبة، إلى ساحات نظيفة، و شوارع وممرات خالية من الحفر، وسكنيات تطل على الحياة، وليس على المزبلة و الروائح الكريهة. 

ما المانع الذي يحول دون تبني المجلس الجماعي للصويرة مثل هذه المبادرات، او المشاركة فيها ، ما دامت تدخل في مجال اختصاصاته، و تهدف إلى تحسين المجال البيئي، وإزاحة الأزبال التي تشكل حزاما يطوق مرفقين أساسيين في المدينة : الملحقة الإدارية الثانية ، و مقاطعة أمنية !! ؟ ، فضلا عن عمارات سكنية، ومرافق صناعية و تجارية وخدماتية، أليس من وظائف المجلس الجماعي  السهر على جمالية المدينة، وتحسين مرافقها ، والرفع من دخل ساكنتها التي يعيش كثير من أفرادها الفقر  الفاقة و التهميش بسبب فشل السياسات ومخططات التنمية المحلية، وقلة الاستثمارات المشغلة للشباب من جهة، وأزمة وتداعيات جائحة كورونا المستجد التي أنهكت الاقتصادات الهشة ، وأثرت بشكل سلبي على الصناع التقليديين وبعض المرافق التجارية والخدماتية المرتبطة أساسا بالسياحة؟ ، الا يدخل ضمن مجالات اختصاص المجلس الجماعي ، حماية الصحة العامة، والمحافظة على النظافة بالطرق العامة ،والساحات العمومية ، ألم يرد في بنود اختصاصاتها تمسيح الأراضي العارية و تنظيفها تفاديا للحشرات و الطفيليات..

شباب حي السقالة تجندوا بكل طواعية، و بادروا بتنظيم حملة نظافة بعد أن أغرقت الأزبال حيّهم، وبات انتشارها يهدد سلامة الساكنة الصحية والمجالية، فغياب الدعم المادي والمعنوي، وعدم توفير أبسط الشروط من توفير طاقم مكون من مجموعة من العمال والآليات المتوفرة لذى الجماعة، وجرافة وغيرها من أدوات النظافة، والصباغة ، والمعقمات، .. فضلا على التفرج على الأطفال الصغار وهم يجمعون الأزبال، ويترددون على الحاويات،  مشهد إذا لم يؤرق الضمائر، ولم يثر الشفقة، فهو يعطي الانطباع السائد ، والتحليل الأنسب بأن التجاهل مرده أن حي السقالة يدخل في إطار الصويرة غير النافعة..السقالة الوجع، حيث المخدرات، والإجرام، والعطالة، وغيرها من الأوصاف التي تحتاج إلى المراجعة وتشخيص المسببات والخلفيات وراء سيادة التهميش والإقصاء.اسماعيل بن عدي النشيط الجمعوي، رئيس جمعية “نورس موكادور” نوَّه بشباب حي السقالة وبأطفالها وعموم الساكنة عن مواقفهم النبيلة، وما يقدمونه من خدمات تطوعية، ومن نكران الذات، بإمكانياتهم المتواضعة ، وعزيمتهم القوية، من أجل الكرامة الإنسانية، ومن أجل العيش في بيئة نظيفة، ومحيط لا يقل جمالا عن باقي الأحياء الجميلة بمدينة الصويرة.

في الوقت ذاته، عبر عن امتعاضه من اللامبالاة والحسابات الضيقة التي تشكك في كل عمل نبيل، وتربطه بمنطق الربح والخسارة ، …. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى