ثقافة و فن

الشاعرة والزجالة فاطمة المعيزي: اسماعيل زويريق رجل کرّس حیاته لإنتاج أدب إنساني یخدم أَنْبَل مافي الإنسانیة

الانتفاضة الثقافية : المرحلة الخامسة

تهييء وإعداد محمد السعيد مازغ

رغم التزاماتها الثقافية والجمعوية، والمسؤوليات التي على عاتقها بصفتها رٸيسة جمعیة لبابة للإبداع والتنمیة والتواصل، وأيضا رٸيسة مجالس لبابة الأدبیة والفنیة، أبت فاطمة المعیزي الشاعرة والزجالة والقاصة إلا أن تخص الشاعر اسماعيل زويريق بشهادة قيمة هذا نصها

اسماعیل أزویرق حاسة شعریة أبانت عن کعب عال، لیس فقط على مستوى القصيدة الشعرية، ولکن أيضا في النثر والفن التشکیلي ، فأزاح الستار عن الکثير من الجمالیات الإبداعیة التي ستظل تشهد  بعظمة هذا الرجل وعلمه الواسع ورحابة مدارکه.

الکاتب الکبیر، اسماعیل زویريق، شاعر السلاسة، والبیت الوافي معنی ومبنی، أبدع فأزاح الغبار عن الکلمة الراکدة وجعلها تستوفي حقها ، وکسر الجمود فکانت کتاباته نورا یستظل بها کل من رغب في شق طریقه دون هفوة أو کبوة.

إن شاعرنا قافلة جمال لن تمر في الأدب العربي إلا وستترک بصمة نعود إلیها کلما تهنا عن جادة الإبداع الراقي ، و کفانا دیوانه المطول والمبارک ” علی النهج ” الذي أفرغ فیه حبه  لسید الخلق، النبي محمد صلی الله علیه وسلم بصوفیة تناجي الروح في طهرها وسموها ورحلتها العاشقة، وهو أطول دیوان  کتبه الشاعر الکبیر من بین 54 إصدار ( نثرا وشعرا)   ،

القاصة والمبدعة الشاعرة: فاطمة المعيزي

وهنا یظهر جليا أن هذا الرجل کرس حیاته لإنتاج أدب إنساني یخدم ألمبادئ الانسانية جمعاء، وهو الفکر وجمالیاته، وبذلک یکون قد اختار الخلود في أطهر صوره و رتبه، و ما کتاباته إلا رحلة حیاة تشق أزلیتها بکل وثوق، یکتب صادقا، ویعیش صادقا.  ویعي خطورة الإبداع، وفي ذات الوقت مصر علی اختراق أفاق المعارف وعلومها، ولا غلو إن قلنا إن أخلاقیات اسماعیل أزویق  نحن الذین عرفناه عن قرب، هي أخلاقیات  الورع والتعفف . أخلاقیات تعانق المبادٸ الإسانیة جامعة، وتحترم اختلاف الأراء المخالفة لاعتقاده و ما یٶمن به، لم یحتقر من هم أدنی منه ، ولم یتکبر بما اکتسبه،  وقذف في صدره من نور ، متواضع حد الدراویش ، غني حتی الخجل، ثاٸر علی القبح ، مدافع عن مکامن الرقي والجمال. إن جالسته تحسه الأب والأخ والصدیق والشاعر والقاص والرسام والمفکر، إنه بحق موسوعة عصره ورجل زمانه دون جدال، وذلک ما جعله الکاتب القدوة ، وشاعر العمق المتمرس القادر علی الوصول إلی کل ما یرید ترجمته تحت أي صنف من الابداع بکل سهولة وقدرة وتمکن، فیعجبک ویقنعک؛ لأن قلمه نهر یتدفق من سیول اللغة الجاریة علی لسانه یمّا ومزنا.
ذاک هو شاعر مراکش الأغر اسماعیل زویرق الذي أغنی الفکر العربي  بإنتاجه الدافق،  فکان ولیا صالحا ، صلح به الأدب العربي  فكان إضافة نوعیة أغنت الساحة الثقافية، يرحل بك في كتاباته مرة بنفس مرة بنفس حداثي، وأخرى بنفس كلاسيكي، عن قناعة وبينة، شاعر أینما حل تألق وتمیز ثقافیا وأخلاقیا ، فکان متعاونا صبورا متفهما ؛ جبل علی الخیر وحسن التصرف؛

أدامه الله إشراقة للثقافة  و منارا نلوذ بما فاض عليه المولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى