ثقافة و فن

الذكرى الثالثة لتأسيس الرابطة المراكشية للثقافة وإحياء الموروث الشعبي بنكهة التراث.

الانتفاضة الثقافية

_بقلم : الإعلامية الاستاذة أمينة حسيم.

_ تصوير : محمد زكراوي.

_سعيا منها إلى إحياء الموروث الشعبي،والنبش في العادات والتقاليد المغربية العريقة،وحفاظا على المنجز التراثي للمجتمع المراكشي العريق والاهتمام به،خلدت الرابطة المراكشية للثقافة وإحياء الموروث الشعبي، ذكراها الثالثة بنكهة تراثية خاصة،ركزت فيها على عادة تزيين الفتيات الصغيرات من خلال عادة (ثقيب لوذنين) التي توليها الأسر المراكشية أهتماما خاصا،من حيث طقوسها الاجتماعية، ومراسيمها ذات الطابع الاحتفالي المتميز ، إذ تستغل العائلات المراكشية فرصة تزويج إحدى بناتها أو أحد أبنائها من أجل أن تقوم بهذه العادة وسط الأهل والأحباب، والأقارب والجيران.
وبمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيس الرابطة،ارتأت أن تخصص هذا العام، لعادة (ثقيب لوذنين) من خلال عرض توضيحي شامل، ألقته الاستاذة الباحثة ثريا عربان، رئيسة جمعية الساعد الأيمن للتنمية المستدامة،تحت عنوان : (عادة ثقيب لوذنين ،بين التزيين واللمات الطيبة) ،ببيت الإعلامية والفنانة التشكيلية سعاد ثقيف، المحتضن الرسمي لإحياء احتفاليات ذكرى تأسيس الرابطة،التي عرفت في عامها الأول إحياء عادة (شرشما )وفي عامها الثاني (تهراس الكاس)، فيما كان هذا العام مخصصا لعادة (ثقيب لوذنين)، في جو حميمي، يجمع بين الثقافة والفكر والأنس اللغوي ،واستحضار المعارف المتعلقة بهذا الموروث الشعبي المراكشي الأصيل، تناولته بالدراسة والقراءة أسماء لامعة في مجال البحث والاستقراء والكشف المتبصر للمعاني والدلالات ،وعرضته برؤى تاريخية واجتماعية وتربوية ونفسية وصحية في أمسية أدبية تراثية استهلت برنامجها بآيات بينات من الذكر الحكيم،تلتها كلمة الرابطة، التي ألقاها الزجال الأستاذ نور الدين حدوشي، عمدة الرابطة وكاتبها العام، معرفا بمنجزاتها طيلة ثلاث سنوات اتسمت بطابع التنوع والانفتاح على تراث بعض المدن المغربية مثل، الرباط، مكناس، وليلي،
وزرهون،  قبل أن تضرب جائحة كوفيد 19 العالم، وتتسب في فرض الحجر الصحي الشامل.


كانت الذكرى أيضا فرصة للاستفادة من مداخلة العلامة الباحث،الأستاذ مولاي مهدي الإدريسي الفاسي جواني،والاستاذ عمر البرج،و بعض الحاضرين الذين استهوتهم فكرة البحث في الموروث الشعبي،ووضع اليد على ماتختزنه الذاكرة الشعبية من عادات وتقاليد اجتماعية جديرة بالوقوف عندها، كما فعلت الرابطة المراكشية للثقافة وإحياء الموروث الشعبي في هذا الجانب،وقد كان للشعر نصيب مهم في هذه الذكرى،حيث صدح الشعراء زجلا وفصيحا، فتوالى على بساط الإلقاء كل من الشعراء: الحاج عبد السلام البعليوي، نور الدين حدوشي،بدر هبول، عبد الرحيم المطيعي، الحاج عبد المنعم البعليوي الذي أتحف الحاضرين بإلقاء محكم للزجلية المشهورة ( حتى أنا إنسان)، والمهتم بالقصة القصيرة جدا الأستاذ خالد الفارسي، والمهووس بالمقامات،الحاج محمد الرجفي،وبعض المقطوعات الغنائية للمبدعة الموهوبة ماجدة العروسي، وكانت قصيدة ( العابرون …العابرون) للشاعرة أمينة حسيم التي أشرفت على تسيير برنامج الحفل من بدايته إلى نهايته آخر محطة في برنامج القسم الثاني للأمسية،التي حضرها فاعلون جمعويون،وأسماء تنتمي إلى الجسم الصحفي،والمجال التربوي وقامات فاعلة اخرى تتمثل في الأساتذة: الحاج البشير المشترائي،عائشة الشقرماني، مولاي إدريس ثقيف، زبيدة الهنداوي، وتاج اللمة الطيبة المباركة الميمونة، الفقيهة الحاجة للامليكة الحاري، الذين أشعلوا جميعا شمعة أخرى من شموع الرابطة، من أجل إنجازات وبرامج جديدة تحت تصفيقات الحاضرين وزغاريد النساء عند تقطيع حلوى الذكرى التي جادت بها الأستاذة لطيفة جاد،عربون محبة ومودة لكل الأوفياء محبي وعشاق الرابطة المراكشية للثقافة وإحياء الموروث الشعبي.


وفي نهاية الاحتفالية تم توزيع شهادات تقديرية وهدايا،خصصتها الرابطة للمساهمين في إحياء الذكرى الثالثة، مع ملصقات رائعة التصميم للمصمم الكرافيكي عضو مجلس الرابطة الشاب عبد الله الوافق،بتوثيق احترافي عال ومهنية إبداعية للشاب الوديع محمد زكراوي، الموثق الرسمي لجميع أشغال وبرامج الرابطة بالصوت والصورة، ومتابعة إذاعية من خلال برنامج (قهوة وشاي) الذي يعده ويقدمه الإعلامي حسن بنمنصور، على أمواج الإذاعة الجهوية مراكش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى