الانتفاضة
في أحد الأحياء الواقعة بالنفوذ الترابي لعمالة مقاطعات بنمسيك (الدار البيضاء) يتواجد مركز “مؤسسة أمل لمساعدة مرضى القصور الكلوي”، الذي يبعث عبر خدماته الانسانية في نفوس المرضى أملا جديد في الحياة بمساعدتهم على مواجهة هذا المرض المزمن التي يؤرقهم.
ويندرج هذا المركز، الذي رأى النور في شتنبر 2009، في إطار سلسلة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (عمالة مقاطعات بنمسيك)، حيث تعمل من خلاله “مؤسسة أمل لمساعدة مرضى القصور الكلوي والأعمال الاجتماعية” على إنقاذ حياة المصابين، وذلك على غرار المبادرات الانسانية التي تنخرط فيها باقي مراكز المؤسسة المنتشرة بمختلف ربوع المملكة.
وفي هذا السياق، وبعدما قررت مؤسسة أمل، التي تعد من الجمعيات الرائدة في مجال تصفية الدم، تعميم مجانية خدماتها، أضحى بإمكان مرضى القصور الكلوي، خاصة المعوزين وذوي الدخل المحدود، التحرر من هاجس المصاريف المكلفة لحصص “الدياليز”.
ويتكون هذا المركز من عدة طوابق ومرافق مجهزة بأحدث التجهيزات الخاصة بتصفية الدم ( الدياليز/ 50 آلة)، علاوة على طاقم متكون من طبيبين، و10 إداريين، و18 ممرضة، و(7) أشخاص مكلفين بالدعم ، إلى جانب (4) سيارات للإسعاف.
وبلغة الأرقام، تفيد الإحصائيات الصادرة عن المؤسسة، أن حصص تصفية الدم بالمركز بلغ عددها برسم سنة 2021 ما مجموعه 22237 حصة همت 283 مريضا، مقابل 16128 حصة سنة 2022 لفائدة 168 مريضا. وإلى حدود الأشهر المنصرمة لسنة 2023 سجلت 4040 حصة لفائدة 101 من المرضى.
في هذا الصدد، أبرز رئيس مؤسسة أمل لمساعدة مرضى القصور الكلوي والأعمال الاجتماعية، مصطفى فوزي أن هذا المركز، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعد المركز الأول ضمن 27 من مراكز المؤسسة المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المستوى الوطني.
وتابع أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تخلد هذه السنة الذكرى 18 لإطلاقها، تعد من الأوراش الملكية الهامة التي منحت العمل الاجتماعي بالمغرب قيمة مضافة، كما سمحت للمجتمع المدني بتسيير أموره بذاته بتعاون مع باقي الشركاء.
وبحسب فوزي، فهذا المركز دأب على تقديم خدماته منذ سنة 2009 حتى الآن، بطاقة استيعابية تبلغ 50 آلة تجدد مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ( قطاع بنمسيك)، مضيفا أن ما يقرب من 3 آلاف مريض استفادوا من عمليات تصفية الدم خلال 15 سنة الماضية ( أزيد من 250 ألف حصة بالمركز)، وهي لبنة أعطت ثمارها ولها وقع خاص على حياة الساكنة المحلية.
وأكد أنه بفضل هذه المقاربة التشاركية مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مقاطعات بنمسيك والجماعات الترابية، حصلت المؤسسة على شهادة الجودة (إيزو) في التدبير والتسيير وجودة الخدمات منذ سنتين، لذلك يعتبر هذا المركز” نموذجيا” بالنسبة لباقي مراكز المؤسسة على المستوى الوطني.
وأبرز رئيس المؤسسة، أنه فضلا عن الجانب الطبي، هناك أيضا المجال الاجتماعي الذي تشتغل عليه المؤسسة، وذلك من خلال ” التجاوب مع المرضى وحل مشاكلهم الاجتماعية، ثم على مستوى الأمراض الأخرى التي يصابون بها، والتي لسنا مختصين فيها، لكن لدينا اتفاقيات مع مصحات خاصة من أجل التكفل بها”.
وأشار إلى أن هؤلاء المرضى يحتاجون لعناية خاصة وتقريب مختلف الخدمات لهم، لأن المرض مزمن ومكلف جدا، وهذا يتطلب حتى مقاربة نفسية يتم العمل عليها.
وفي سياق متصل، لفت إلى أن المركز، الذي يستقبل حتى مرضى من بلدان أجنبية ضمن التعاون جنوب / جنوب، له أيضا وظيفة تكوينية متميزة، حيث سبق له استقبال أطباء وممرضين من جمهورية مالي، وخلال هذا الشهر سيتم استقبال المجموعة الثانية المتكونة من 16 فردا.
من جهته قال عبد القادر حوسني رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة مقاطعات بنمسيك، في تصريح مماثل، إن المركز يشتغل منذ سنة 2009 بطاقة استيعابية كبيرة (حوالي 200 مستفيدا حاليا/ 45 منهم ينتمون لعمالة مقاطعة بنمسيك و155 مستفيدا من خارج العمالة).
وأضاف أن هذا المركز يتم دعمه سنويا عن طريق اقتناء حقائب تصفية الدم، على أساس أن المرضى المعوزين أو المنتمين لأسر معوزة يستفيدون من عمليات تصفية الدم بشكل مجاني.
وبالنسبة للمستفيدين من خدمات المركز، قال أسامة صبيح (19 سنة)، الذي يقطن بمنطقة مديونة (الدار البيضاء) ويتردد على المركز منذ سنوات، إن أسرته معوزة وغير قادرة على توفير العلاجات له، خاصة وأنه يتلقى ثلاث حصص من الدياليز أسبوعيا.
وأكد في هذا السياق أن مؤسسة أمل، فتحت له أبوابها واهتمت بصحته كثيرا (الدياليز والتحاليل مجانا)، وكانت له سندا نفسيا واجتماعيا.