الانتفاضة
حياة ايت سيدي موح :صحفية متدربة
يقال إن الكذب يكثر عادة خلال الحرب وبعد الصيد وفي الأسبوع الأول من الزواج ، ومواسم الانتخابات . وتعد هذه الأخيرة مسلسل من الأكاذيب والوعود الوهمية التي يعطيها المترشح السياسي للناخب وللمواطنين ولكن حبل الكذب قصير كما يقال .
للأسف يتواجد الناخب المغربي أمام الوعود العرقوبية المتشابهة التي لن تتحقق إلا في الأحلام الغابرة ، فباقتراب موعد الانتخابات يصبح الكلام معسولا وخياليا حتى يظن مؤلفه أن كذبته حقيقة لدرجة أنه يصيب الناخب بالتخمة الكلامية ، فجل اللوائح الانتخابية تفتقد إلى الموضوعية والواقعية وينخدع المواطن بالوعود الزائفة التي لا يمكن تحقيقها أو تنفيذها والتي كانت وستظل وستبقى مجرد التزامات مغشوشة تجسد حبر قلم لا يتوفر على مداد ليؤشر على مواقع الخلل الذي يتجلى في تلميع صورته للوصول إلى مأرب سياسية ومادية .
وهذا ما يؤدي إلى الغرق في مستنقع الفساد الإداري والمالي ، فيبدأ العد العكسي للدور الرئيسي لسيناريو محكم ، بطل الحلقة يتقمص ويستعير شخصية سياسية تتأقلم مع الجميع ، فيتسم المترشح في وجه كل الناس ويأخذ من يقابله بالأحضان كأنه صديق حميم في حلقة كوميدية انتخابية سيئة الإخراج في مرحلة قصيرة .
فما يثير الانتباه هو أن غالبية الأحزاب السياسية حسب المتتبعين لسير الحملة الانتخابية يقولون أن البرامج المتنافسة تتشابه في الكثير من المحاور بكل المدن والقرى مما يجعل المواطن غارقا في سوق الأحلام ، فلو أن ثم فحص جل المترشحين السياسيين بواسطة جهاز كشف الكذب ربما لن يكون هناك إمكانية لترشح الغالبية الساحقة منهم . استنادا على مقولة “في زمن الحرب يصبح الصدق شيئا ثمينا ،لا بد أن يتخطى بسياج من الأكاذيب “، مثل أورده أستاذ العلوم السياسية الأمريكي “جون ميرشايمر” على لسان رئيس الوزراء البريطاني الراحل و نستون تشرشل في كتابه ” لماذا يكذب القادة ” {حقيقة الكذب في العلاقات الدولية } ، وهكذا تبقى كذبة موروثة فطريا ، بعمل خُدع في الآخرين ويكون المترشح متزين بزي الحرباء حينما تقتضي مصالحهم الذاتية أن ينسلخوا من جلدهم ويلبسوا جلدا آخر وفق تغير الأحوال والظرفية لتمرير رغباتهم والحصول على مكاسب مادية أو معنوية على حساب الوطن والمواطنين .