السلطة الرابعةكتاب الآراء

إعلام لا مسؤول يسوِّق أخبارا زائفة عن الأجواء التي تمر فيها امتحانات الباكالوريا

الانتفاضة

بقلم : ثريا عربان

في ظل أجواء اجتياز التلاميذ لامتحانات البكالوريا للدورة العادية يونيو 2021 طلعت علينا بعض الفيديوهات في السوشل ميديا تسلط الضوء على انطباعات بعض التلاميذ اتجاه الامتحان وأجوائه وتعاملهم مع مواده فإذا بنا نفاجأ بمستوى رديء وإجابات مستفزة واستجوابات دنيئة ولغة ساقطة كلها تعابير وردود  تحط من قدر الإعلام أولا, وتطيح بالمعلم والمتعلم والمدرسة العمومية ثانيا, والمنظومة التعليمية ككل إن لم نقل تعطي صورة مشوهة وكارثية عن المغرب والمغاربة وخاصة الجسم الصحفي في شخص هذا النوع من الإعلام اللا مسؤول  الذي يحمل كاميراته ويتصيد نقاط الضعف ومواطن الخلل لا ليجعل منها منطلقه  للإصلاح والتوجيه كما عهدنا ذلك عند الاعلام البناء والنزيه وإنما ليجعل منها جسرا لالتقاط أعلى عدد من المشاهدات والكسب المادي  هل يعقل أن وزارة التربية والتكوين التي سهرت على إصلاحات توالت لسنوات وجندت لها طواقم عديدة لتفعيلها أن  تجد نفسها اليوم أمام هذه النتيجة  الفاشلة, تلاميذ يطعنون في الامتحان ويوجهون السباب اللاذع للأستاذ المراقب لا لشيء إلا لأنه قام بدوره  وواجبه أو لست أدري حسب تعبير هؤلاء التلاميذ لم يقم بدوره لأنه لم يترك لهم فرصة للغش اعتبارا منهم أن هذا السلوك التي نعتبره نحن ظاهرة مشينة , فهم يدافعون عنه بكل ما أوتوا من قوة وكأنه حق من حقوقهم هدره الأستاذ المراقب ,  ووضعوا هذا الأخير في خانة المتهم هذا من جهة ومن جهة أخرى  منهم من يلوم الأستاذ الذي لقنه الدروس طيلة السنة مدعيا أنه لم ينصفه ولم يمده بما يحتاجه اليوم في الامتحان, وتصريحات أخرى من بعض التلاميذ أبانت عن ارتياح كلي و أن أصحابها تمكنوا من الغش وتعاملوا مع الإجابات بشكل متميز حسب رأيهم واستطاعوا سحب ” النقلة “حسب تعبيرهم متأسفين على عدم توفرهم على إمكانات مادية تؤهلهم لاقتناء آخر وسائل وتقنيات التكنولوجيا  المساعدة على عملية الغش كعدسات الإنصات التي تكترى ب300درهم لليوم وغيرها من الاجتهادات التي أصبح المترشح للامتحان يوليها اهتماما أكثر من احتفاله وعنايته بالدروس .                                                                                                                                             ا

كلها تصريحات نشم من خلالها رائحة الفضيحة  و”الشوهة “التي ارتأت  بعض الأيادي  الخفية التي  تحرك هذا النوع من الإعلام الذي همه الشاغل ليس بناء صرح المجتمع والمساهمة في تنميته بقدر ما يهمه” البوز” والكسب  المادي على حساب الفضائح . فبعد محاولاته اللاأخلاقية المتمثلة في تقديم   المرأة المغربية في صورة لا تليق بمقامها  كامرأة مغربية حرة ومواطنة مسؤولة  تحمل مشعل السبق في مجالات وقطاعات متعددة غاضا الطرف عن هدا كله وارتأى ان  يقدمها  ويقرب صورتها في” روتيني اليومي” وها هو اليوم هدا النوع من الإعلام إن صح تسميته كدلك  لامسؤولا يحمل كاميراته  ويتجول بها بطريقة  هستيرية ليتسوق بها أي شيء همه الأول والأخير هو” البوز” ولو كان على حساب أشياء أخرى .ها هو  يسلط الضوء على فئة  التلاميذ والشباب ليشوه صورتهم على أساس أنهم فئة تغش في الامتحانات ولاتعترف بجميل الأستاذ ومشمئزة من المدرسة والمدرس, متناسيا أن هذه الفئة من المجتمع منهم من جلب للمغرب ميداليات ذهبية وجوائز أولى في العديد من المسابقات الثقافية والرياضية والعلمية والدينية وغيرها كثير. في حين تعتبر فئة  المرآة والطفل إحدى  اللبنات الأولى والركائز الأساسية للمجتمع التي ينبغي ان تتجند جميع القطاعات لخدمتها .

والأخطر من هدا ادا علمنا أن بعض المديريات الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بعد التحريات التي قامت بها المصالح المختصة قد أبانت عن زيف هده التصريحات وأن الشاب الدي يتبجح بحسن استغلاله لهاتفه النقال في عملية الغش أثناء اجتيازه لامتحانات البكالوريا غير متمدرس ولم يجتز امتحان البكالوريا مما يدفعنا  لطرح السؤال الإشكال: من هده الأيادي التي تبدل كل مافي جهدها لتسخير بعض الشباب المعطلين أو بعض التلاميد القاصرين لتشويه  سمعة نساء ورجال التعليم  ؟   من يقف وراءهدا الإعلام المتطفل الدي يسمح لنفسه بسماع أجوبة تطعن في جسم اسرة التربية والتكوين ونعته بأبشع النعوت ؟ من يساند ويصفق لهده الصحافة الصفراء التي تقدم مادة إعلامية تافهة بجميع المقاييس؟

حقيقة هدا فعل شنيع في حق الصحافة النزيهة والصحافيين المسؤولين من جهة وفي حق المجهودات الجبارة التي قام بها كل الدين تجندوا وانخرطوا بجدية وكل مسؤولية في عملية اجتياز امتحانات البكالوريا

 إذن لا ينبغي أن ننسى أو نتناسى بأن قطاع التعليم بوابة للتنمية  وأس من أسس بناء صرح المجتمع المغربي ولابد من جعله رافعة أساسية للنهوض وأن لا يترك عرضة للعبث الذي أ وصلنا لمثل هذه النتائج الكارثية فالمغرب اليوم بحاجة ماسة الى تكثيف الجهود وتعبئة كل الطاقات وكل القطاعات والكفاءات الوطنية للنهوض بالمؤسسة التربوية حتى لا نرى بين ظهرا نينا تلاميذ وإعلام من هدا الصنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى